سجلت أسواق الجملة للخضر والفواكه سابقة أولى من نوعها في الجزائر، حيث لأول مرة يرتفع سعر الكيلوغرام من البطاطا إلى 110دج، والطماطم إلى 120دج، وشملت هذه الزيادة في السعر كل من الجلبانة والثوم والفلفل الأخضر، ويأتي مع اقتراب انطلاق الحملة الانتخابية، حيث يعيش المواطن الجزائري حالة من الإحباط النفسي والتذمر جراء المضاربة الجنونية لتجار التجزئة. ندرة بعض الخضر والفواكه التي تشهدها أسواق الجملة، هذه الأيام، ألهب الأسعار في أسواق التجزئة، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الطماطم إلى 180دج، سعر البطاطا في محلات الخضارين بالعاصمة إلى 120دج، وتجاوز سعر الفلفل الأخضر "الحار والحلو"، 130دج، أما الفاصوليا الخضراء فتجاوز سعر الكيلوغرام 260دج، والثوم الجاف بلغ سعره 600 دج للكيلوغرام، وأما الفواكه فقد اقتصرت على البرتقال وسعره 250 دج للكيلوغرام والتفاح وحسب نوعه بين 450 دج و600دج، ورغم توفر فاكهة الفراولة، إلا أن سعرها لم يهبط لدى بعض تجار التجزئة، عن 350دج للكيلوغرام.
البطاطا في غرف التبريد.. والأسعار تنخر جيوب الجزائريين! وأكد في هذا السياق، محمد مجبر، رئيس اللجنة الوطنية، لأسواق الجملة للخضر والفواكه، أن أسواق الجملة باتت شبه فارغة، لأن الفلاحين يبيعون المنتوج في الحقول، وأن أصحاب غرف التبريد يحتكرون السوق من خلال إبقاء المنتوج مخزنا، حيث قال إن البطاطا لا تزال في غرف التبريد، وان ولاية عين الدفلى وحدها أنتجت 21 ألف طن من هذه المادة وهي تكفي لتلبية طلب 48 ولاية في يومين. وقال إن الجزائر تشهد لأول مرة في التاريخ ارتفاعا في سعر الكيلوغرام من البطاطا وصل إلى 110دج في سوق الجملة وهي سابقة رغم أن بلادنا تنتج 250 ألف طن خلال شهر، مشيرا أننا تحتاج اليوم 2700 مليون طن وهي كمية يمكن أن تتوفر في السوق. وطالب مجبر بانتهاج إستراتيجية في توزيع البطاطا أو اللجوء لتسقيف أسعارها.
الفلاحون يتسببون في رفع بورصة أسواق الجملة من جهته، احتج مصطفى عاشور، رئيس الفيدرالية الوطنية لأسواق الجملة، عن تجاهل الحكومة المتمثلة في وزارتي التجارة والفلاحة، للتجاور المنتهج من طرف الفلاحين المنتجين الذين يقومون ببيع الخضر والفواكه في الحقول، حيث قال إن تجار كسر الأسعار الذين انتشروا في الآونة الأخيرة ساهموا في رفع بورصة في أسواق الجملة، مستغربا عدم الالتزام بالمادة القانونية التي تلزم كل الفلاحين توجيه منتوجهم إلى أسواق الجملة. وأضاف قائلا "ما لم يتم العمل بفواتير لن تعرف الجزائر انخفاضا في الخضر والفواكه". وبرر ارتفاع سعر الطماطم بانتشار مرض الميدو في الكثير من المحاصيل.
بولنوار: التاجر معذور.. والخلل في التخزين والتوزيع وأرجع الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الجزائرية للتجار، ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، إلى ندرة في الخضر والفواكه، وزيادة الطلب على العرض، مبرئا تاجر التجزئة من تهمة مضاربته في الأسعار، حيث حمل الجهات المسؤولة عن مدى عدم تأهيل شبكة التخزين والتوزيع. وطمأن المواطن الجزائري، بأن الأسعار في أسواق الخضر والفواكه ستشهد انخفاضا مع بداية شهر ماي، حيث يتوقع أن يصل سعر الكيلوغرام من البطاطا إلى 45دج. وقال إن موسم جني المحاصيل الزراعية سيكون في نهاية افريل، حيث تتوفر في السوق الطماطم والبطاطا والفلفل واللفت الخاص بحقول متيجة وعين الدفلى، مستغانم، الطارف، وغيرها من المناطق الساحلية.