سجّل كلّ من الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، اسميهما ضمن أبرز الغائبين عن تجمّع الجدار الوطني الذي تم تنظيمه أمس من قبل القوى السياسية والفعاليات الوطنية الداعمة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتأكيد التكافل مع الجيش الوطني الشعبي بالرغم من تبنّي حزبيهما نفس البرامج والأهداف التي تحملها الأحزاب الأخرى التي حضرت اللقاء. 34حزبا وعشرات الجمعيات والتنظيمات والشخصيات ... وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، قد عبّر في تدخله الإذاعي أول أمس، عن عدم ثقة "الأفلان" في المسؤول الأول عن "الأرندي" أحمد أويحيى. وأشار إلى أن هذا الأخير له أطماع انتخابية ولا يفكر إلا في كرسي الرئاسة، أكد الوزير الأسبق والقيادي في الأفلان جمال ولد عباس في تصريح للصحافة أنه "ينبغي على أويحيى أن يتحمل مسؤوليته أمام التاريخ وأمام مناضلي حزبه الذي يُعتبر حزبا كبيرا..". وبالرغم من حضور عدد من الأعضاء القياديين في التجمع الوطني الديمقراطي في تجمع أمس باسم تنظيمات وجمعيات مهنية واجتماعية، على غرار الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي، الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خالفة مبارك، والعضو القيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين أحمد قطيش، إلا أن مقاطعة أويحيى لتجمّع القوى المساندة للرئيس بوتفليقة، تضع حزب "الأرندي" الذي لم يعتد التخلف عن مثل هذه المواعيد، في وضعية حرجة، تضع علامة استفهام كبيرة عن عدم حضور السيد أويحيى وحضور حزبه بشكل فاعل ضمن قائمة الأحزاب المدعمة لبرنامج الرئيس. من جهته، يطرح غياب عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الوطنية عن تجمع القاعة البيضاوية، أكثر من سؤال حول الموقع الحقيقي الذي يريد أن يجعله لحزبه في الساحة السياسية، لا سيما في ظل فضحه من قبل الأمين العام للأفلان الذي لمح أول أمس، إلى التناقض القائم في موقف بن يونس، مشيرا إلى أن هذا الأخير الذي يرفض في العلن الالتحاق بالمبادرة الوطنية للتقدم في استقرار وانسجام، اتصل به سرا ليبلغه تعذّر حضوره في اجتماع الجدار الوطني لالتزاماته الشخصية خارج الوطن. كما يعيب الأفلان عن الحركة الشعبية الجزائرية وأمينها العام دعمها الأخير لمرشحي جبهة القوى الاشتراكية على حساب مرشحيه في انتخابات مجلس الأمة، التي جرت في 29 جانفي الماضي. لكن رغم الغياب اللافت للشخصيتين في اجتماع البيضاوية، إلا أن قياديي الحزب العتيد اختاروا لغة التهوين بدل التهويل في الحديث عن مشاركة حزبيهما في اللقاء، واعتبروا الغياب غياب أشخاص وليس غياب أحزاب.