علاوة على ظاهرة قرع أبواب القرى والمداشر ليلا ونهارا وتقبيل رؤوس المواطنين في الساحات العمومية وتعمد أخذ الصور الجماعية والفردية معهم، وتقاسم فناجين القهوة والشاي ب"الكاوكاو"، وطلب الوعد والعهد بالتصويت عليهم يوم 4 ماي المقبل، مقابل تقديم الوعود الكاذبة، تستمر مهازل المترشحين في مختلف قوائم الأحزاب السياسية للبويرة. بدأ العد العكسي عند أغلبية المترشحين بولاية البويرة بالتسابق مع الزمن علّهم يظفرون بمقعد برلماني، حيث لا يهدأ لهم بال ولا يغمض لهم جفن، كل همهم هو الدخول إلى البرلمان المقبل بأي وجه كان ومهما كلفهم الثمن، ومن مظاهر هذه الحملة في أسبوعها الأخير والتي سجلت فيها عدة انزلاقات أن البعض من المترشحين قام بتحويل صفة "المترشح" إلى علامة تجارية، وهذا بأخذ صور جماعية وفردية مع المواطنين مع منحهم بطاقات زيارة دونت فيها أرقامهم الهاتفية و"ايمايلاتهم" الشخصية مقابل وعد بالتصويت عليهم، فيما عمد البعض الآخر من المترشحين إلى توزيع سراويل قصيرة وكرات على أطفال أحياء مدينة البويرة. ومن جهة أخرى استنكر الكثير من المواطنين الذين قصدوا غابة تيزي أوجعبوب بالبويرة الجمعة الفارط بإقدام المترشحين للتشريعيات على تعليق صورهم على أشجار البلوط والصنوبر. لكن يبقى الغريب والأغرب في الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017 بالبويرة، هو استغلال الأفراح والجنائز، حيث بمجرد ما يسمع البعض من المترشحين بفرح أو جنازة حتى يسارعوا إلى عين المكان ولو بقطع العشرات من الكيلومترات لمشاركة المواطنين فرحتهم، بالطبع بتناول "الكسكسي" ومقاسمة أحزانهم "بكؤوس الشاي" و"التمر"، وقد سجلت "الشروق" إقدام مترشحة في قائمة أحد الأحزاب السياسية على التنقل إلى بيت عائلة بعاصمة الولاية، وهذا بعد أن وصلها خبر احتفال هذه الأخيرة بزواج ابنهم الوحيد، لتقاسمهم الفرحة، رغم أن المترشحة لم يتم دعوتها للعرس، إلا إنها اقتحمت البيت وأهدت العريس باقة ورد "بلاستيكية" وهدية "رمزية" فيها برنامج حزبها، إلى هنا الأمر ربما عادي، لكن غير العادي أن المترشحة والتي يظهر أنها تعشق الرقص الشرقي، أبدعت لمدة أكثر من ساعة في الرقص وهو ما حيّر أهل العريس. ومن جهة أخرى تعمد مترشحون للانتخابات التشريعية على زيارة المقابر كلما أتيحت لهم الفرصة، حيث قام الأسبوع الفارط مترشح في حزب "متجذر في المنطقة"، بزيارة مقبرة، ووقف هذا الأخير خاشعا أمام قبر وهو يقرأ الفاتحة، وتعمد المترشح نشر صوره وهو بين القبور على صفحته الشخصية في موقع للتواصل الاجتماعي. وفي السياق، استغل مترشحو حزب جنازة قريب زميل لهم، ليقوموا بتصوير الجنازة ونشر الصور في الفايس بوك، لاستعطاف أهل الميت للانتخاب عليهم. أما البعض من الشباب، خاصة العاطلين عن العمل، فقد استغلوا الحملة الانتخابية للتشريعيات لمغازلة والتحرش بالمترشحات العازبات منهن، وذلك خلال التجمعات والخرجات الجوارية التي يتم تنظيمها على مستوى القرى والمداشر بالبويرة، حيث أكدت إحدى المترشحات في "حزب مجهري" للشروق أنها تلقت عدة عروض للزواج منذ انطلاق الحملة الانتخابية، رغم أن هذه الأخيرة توجد في ذيل الترتيب في القائمة التي ترشحت بها، وهذا يعني أن حظوظها ضئيلة جدا للوصول إلى البرلمان وبالتالي دخول القفص الذهبي!! وعلى صعيد آخر، وجب التذكير أن الموضوع الذي نشر مؤخرا في "الشروق" حول إقدام المترشحين على توزيع "الشمة" بالمقاهي للشيوخ، أثار موجة غضب شديدة لدى المناضلين القدامى للأفافاس، رغم أن الموضوع لم يذكر لا من بعيد ولا من قريب، أن مترشحي الأفافاس هم الذين وزعوا الشمة بالبويرة.