يعاني العشرات من مرضى السرطان في العديد من قصور ولاية أدرار، وخاصة بقصور منطقة توات الكبرى التي تحصي أعدادا كبيرة من النساء المصابات بسرطان الثدي واللواتي يجهلن أسبابه وأعراضه، في ظل غياب تكفل حقيقي، والتفاتة جادة من الجهات المعنية من أجل التخفيف عنهم. وأكد العديد من المختصين والباحثين أن أسباب انتشار الأمراض السرطانية بقصور بلديات ولاية أدرار، لاسيما المناطق الجنوبية من الولاية، مرده إلى الإشعاعات الناتجة عن التفجيرات النووية التي نفذها المستعمر الفرنسي بمنطقة رقان. وكانت "الشروق" قد وقفت على حالات من المرضى المصابين بالسرطان، خاصة سرطان الثدي الموجود بأعداد كبيرة، بالإضافة إلى سرطان عنق الرحم إحدى هذه الحالات، حضرنا جنازتها السبت، بعدما زرناها قبل بضعة أيام ووجدناها تعاني مع المرض. وناشدت حينها السلطات المحلية بضرورة العمل على فتح مركز علاج السرطان بعاصمة الولاية، الذي سينهي معاناة المرضى المصابين الذين يضطرون إلى التنقل نحو مستشفيات الشمال من أجل متابعة العلاج الكيميائي، وهو ما يتطلب منهم أموالا طائلة ، ومعلوم أن الكثير من المرضى ليس بإمكانهم توفير هذه المبالغ المالية. انشغالات هؤلاء المرضى نقلناها لمدير القطاع، الذي أكد لنا بأن السلطات المحلية ووزير القطاع شخصيا يتابعان مشروع إنجاز مركز السرطان بولاية أدرار خطوة بخطوة، والذي بلغت أشغاله نسبة 92 من المائة، وقد خصصت الدولة لهذا المشروع غلافا ماليا قدره 600 مليار سنتم، أما تجهيزه فقد تم تخصيص له مبلغ مالي يقدر ب 60 مليار سنتم . وسيدخل الخدمة على غرار مستشفى 120 سرير ومستشفى الأمراض العقلية الذي سيدخل حيز الخدمة قريبا، بعدما أنهيت أشغاله وتم تجهيزه لتكون ولاية أدرار بذلك قد استفادت من قطب صحي هام سيعمل على تقديم خدمات راقية للولاية وباقي ولايات الجنوب، وبالتالي ستنتهي معاناة المرضى، خاصة منهم مرضى السرطان الذين تضاعف عددهم بشكل ملفت وهم اليوم يموتون في صمت بعيدا عن أعين السلطات.