تحدت اثيوبيا، الدولة الفقيرة مصر ودعتها إلى تغيير ما سمته أفكارها البالية بخصوص مياه النيل التي تثير جدلا واسعا منذ أسابيع. وقال الرئيس الأثيوبي ميليس زيناوي في تصريح لقناة "الجزيرة" القطرية أول أمس "البعض في مصر لديهم أفكار تجاوزها الزمن مفادها أن مياه النيل تعود لهم .. الظروف تغيرت والى الأبد " . * جاء ذلك في سياق رد الرئيس زيناوي على إعلان نظام حسني مبارك أنه سيعلن منع إثيوبيا من بناء سدود على نهر النيل. وتتمسك مصر بمعاهدة 1929م والتي عدلت في 1959م والتي تمنحها حصة الأسد في مياه النيل وترفض تقديم أي تنازل يمس بما تسميه حقوقها التاريخية لدول شرق إفريقيا التي تطالبها بتقاسم جديد لإيرادات النيل . * وتمنح المعاهدة المذكورة دولتي المصب، أي مصر والسودان، 87 % من إجمالي مياه النهر مع 55,5 مليار متر مكعب للأولى و18,5 مليار متر مكعب للثانية. كما تمنح المعاهدة حق الفيتو فيما يتعلق بكل الأعمال أو الإنشاءات في دول المنبع التي يمكن أن تؤثر على حصتها من مياه النهر، التي تمثل 90 % من احتياجاتها المائية . * ودخلت مصر في جدال مع دول المنبع منذ توقيع أربع دول منها في الرابع عشر من الشهر الجاري على اتفاق إطاري جديد لتقاسم مياه النيل. ووقعت على الاتفاق كل من اثيوبيا وأوغندا ورواندا وتانزانيا وانضمت إليهم يوم الأربعاء كينيا التي أعلنت أن مصر التى تعارض الاتفاق ليس أمامها خيار سوى الانضمام إلى الاتفاقية الجديدة، كما يرجح أن توقع الكونغو وبوروندي قريبا . * وأوضح الرئيس الأثيوبي في تصريحه للقناة القطرية أن "الظروف تغيرت، فإثيوبيا فقيرة، ولكنها قادرة على تسخير الموارد الطبيعية الضرورية لإقامة أي أشكال من البنى التحتية والسدود على النهر". كما قال الرئيس الأثيوبي أنه يرى أن مصر هي المشكلة وليس السودان. * ولمواجهة عزلتها المتنامية في دول حوض النهر والتي باتت تطرحها أمامها أثيوبيا وحليفاتها، شرعت الدبلوماسية المصرية في تحركات مكثفة، بدأتها بمحاولة تثبيت تحالفها مع الجارة السودان، حيث توافد المسؤولون المصريون خلال الأسابيع الأخيرة على هذه الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . * كما زار الرئيس حسني مبارك إيطاليا وبحث مع رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني ملف مياه النيل، فيما أكدت الصحف المصرية أن شركات ايطالية تمول مشروعات على نهر النيل في اثيوبيا. وينتظر أن يصل رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا الى القاهرة اليوم السبت بعد بضعة أيام من توقيع بلاده الاتفاقية الجديدة . * كما تستقبل القاهرة نهاية الشهر الجاري ومطلع جوان رئيسي الكونغو الديمقراطية جوزف كابيلا وبوروندي بيار نكورونزيزا وهما دولتان من حوض النيل مازالتا تقاومان الانضمام الى الجبهة المناهضة لمصر. وستقوم كذلك وفود وزارية مصرية بزيارات الى اثيوبيا وأوغندا وهما الدولتان اللتان تنشطان بشكل كبير من اجل إعادة تقاسم مياه النيل .