اعتقلت السلطات الروسية، الاثنين، المعارض البارز أليكسي نافالني قبيل انضمامه لمظاهرات دعى لها في قلب العاصمة موسكو احتجاجاً على استشراء الفساد. ونشرت زوجة نافالني على حسابها في موقع تويتر تدوينة أكدت فيها اعتقاله عند مدخل مجمع الشقق التي يسكنون فيها في موسكو. وقالت متحدثة باسم نافالني في تغريدة منفصلة، إنه جرى قطع الكهرباء عن مكتبه وكذلك البث المباشر من المكتب عبر الإنترنت. ويأتي ذلك بعد قرار نافالني نقل الاحتجاج إلى قلب موسكو. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود قولهم، إن شرطة مكافحة الشغب الروسية بدأت في اعتقال محتجين في ميدان بوشكين في موسكو وطالبت المتظاهرين عبر مكبرات صوت بالتفرق. وبدأ نحو ألف متظاهر التحرك من الميدان صوب الكرملين، لكن مسيرتهم تعطلت بسبب حواجز وضعتها الشرطة في إطار احتفال بالملابس التاريخية في شارع تفرسكايا الذي تقام فيه المهرجانات. وقالت شاهدة من رويترز في وسط موسكو، إن محتجين تعرضوا لرذاذ الفلفل في المنطقة واعتقلت الشرطة أكثر من 100 محتج بعد استجابة حشود من المواطنين لدعوة زعيم المعارضة نافالني لتنظيم تجمع احتجاجي حاشد. ولم يتضح على الفور من رش رذاذ الفلفل. ووفقاً لإحصاء لرويترز فقد اعتقلت الشرطة قرب ميدان بوشكين في وسط موسكو 118 محتجاً على الأقل. وفي سان بطرسبرغ ثاني أكبر مدينة روسية قال شاهد من رويترز، إن الشرطة اعتقلت العشرات من المحتجين في وسط المدينة الذين استجابوا لدعوة نافالني. وحصل نافالني على تصريح لتنظيم الاحتجاج في مكان آخر، لكنه قال إنه نقل مكان الاحتجاج بعد أن حاولت السلطات "إذلال" المتظاهرين. وحذر مكتب النائب العام من أن الشرطة ستتخذ إجراءات ضد أي مظاهرات تنظم دون الحصول على تصريح. وتشير بعض الأنباء إلى خروج مظاهرات على مستوى أقل في أقصى الشرق الروسي. وانتهت الموجة الأخيرة من الاحتجاجات التي قادها نافالني باعتقال المئات. وتعد احتجاجات، الاثنين، مقياساً آخر لحجم الغضب تجاه اتهامات الفساد لرأس السلطة في روسيا وحجم الدعم الذي يحصل عليه نافالني في محاولته للإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات العام المقبل. وكتب نافالني وهو يدعو الناس للانضمام إليه: "أريد إحداث تغييرات، والعيش في دولة ديمقراطية حديثة وأريد أن تُحول الضرائب التي ندفعها إلى الطرق والمدارس والمستشفيات، عوض اليخوت والقصور ومزارع الكروم". وكان نافالني، وهو محام سابق، قد أصيب بعمى جزئي بعدما ألقي على وجهه سائل أخضر في أفريل، قد سجن في السابق لدوره في قيادة الاحتجاجات. * * * * * * * * * * * *