بعدما وصل عدد الغرقى بالبرك المائية والسدود بولاية ميلة العدد 6 في ظرف أقل من شهر سارعت مصالح الوكالة الوطنية للسدود، رفقة مصالح الحماية المدنية إلى تنظيم عملية تحسيسية بمخاطر السباحة في السدود نهاية الأسبوع الفارط، وهي العملية التي انطلقت من ضفاف سد بني هارون وسخر لها 50 قاربا تم اقتناؤها مؤخرا من طرف الوكالة الوطنية للسدود مجهزة بمحركات قوية لأجل تدعيم فرق التدخل التابعة إليها، كما تم تشكيل مجموعات تدخل مشتركة في السدود بالتنسيق مع الحماية المدنية. وخلال الزيارة التي قادت العديد من المشاركين في الحملة التحسيسية إلى ضفاف السد تم اكتشاف أن الكثير من المواطنين وخاصة شباب وأطفال الجهة الشمالية للولاية والقاطنين ببلدية القرارم قوقة والشيقارة وحمالة، يقبلون كثيرا على السباحة في مياه سد بني هارون، وهو ما وقف عليه الكثير وبشهادة بعضهم ممن وجدناهم يسبحون في مياه السد غير مكترثين للمخاطر التي تتربص بهم، إلا أن الجواب كان صادما من أحد الأشخاص في العقد الرابع من العمر الذي قال إن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية وانقطاع مياه الشرب عن حنفيات البلديات المطلة على أكبر سد في الجزائر التي تصل في بعض الأحيان إلى 20 يوما دون ماء يجبرني على السباحة حتى في المستنقعات والمحيطات ولا أكترث لمسألة الغرق لأنني على يقين من أن الأعمار بيد الله وسأبقى أسبح ولو قمتهم بألف حملة تحسيسية، فالمشكل في العوز والعطش، فكيف أستطيع أن أبقى دون استحمام لمدة شهر، فنحن نأتي إلى السد من أجل الاستحمام أولا والسباحة ثانيا.. هي مواقف صادمة لما يعانيه أبناء المنطقة في فصل الحر.. سد بني هارون يغطى مساحة مائية شاسعة تقدر ب 7500 هكتار تشمل عدة بلديات كان أبناؤها ضحية لمياه السد الباردة بسبب أنهم يفتقدون أدنى مرافق السباحة والترفيه. وتفيد الإحصائيات الرسمية لمصالح الحماية المدنية بأن 53 شخصا هلكوا منذ الفاتح من شهر جوان الماضي بشواطئ البحر أغلبها غير محروسة مقابل 41 حالة غرق عبر السدود والبرك في نفس الفترة ما يفسر خطورة كبيرة تمثلها السباحة في هذه الأوساط المائية. وقد أحصت الوكالة الوطنية للسدود 111 حالة غرق في السدود خلال السنوات الخمس الماضية، مقابل 17 حالة منذ بداية السنة الجارية، وبادرت الوكالة الوطنية للسدود منذ شهر ماي الماضي بالتنسيق مع الحماية المدنية إلى تنظيم عملية ميدانية عبر العديد من سدود البلاد للتحسيس بأخطار السباحة في السدود تحت شعار "السدود ليست شواطئ للسباحة"، وذلك من خلال أنشطة مختلفة للاتصال بالشباب وتوزيع مطويات وأنشطة ثقافية ورياضية وبمشاركة فعاليات محلية. من جهة ثانية، قامت السلطات الولائية بفتح المسبحين الوحيدين على مستوى الولاية للسباحة مجانا لأطفال ولاية ميلة قصد الحد من ظاهرة التوجه إلى البرك المائية والسدود قصد السباحة مع تنظيم رحلات إلى الشواطئ الساحلية كل نهاية أسبوع، الأمر الذي استحسنه سكان الولاية، مع توسيع دائرة مرافق وأحواض السباحة خاصة الداخلية وتدعيم قدرات التدخل والإسعاف عبر السدود. كما سيتم الأشهر القليلة القادمة بولاية ميلة، حسب مصالح الحماية المدنية، تشغيل وحدة مائية في طور الأشغال على مشارف سد بني هارون لأجل تحسين القدرة على التدخل والإسعاف والإنقاذ في الوسط المائي. هذه المنشأة المائية تعتبر الكبرى بالجزائر، تحجز حاليا ما لا يقل عن 960 مليون متر مكعب من المياه، إلا أن الملاحظ عبر العديد من بلديات الولاية 43 هو شح المياه بأغلب الحنفيات عبر تراب الولاية ومنها ما جف تماما، الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر خصوصا أن شهر الحر مع بدايته فقط.