يجري رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، زيارة عمل إلى الجزائر، هذا السبت، يلتقي فيها بالوزير الأول عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، وسيبلغ المسؤول الليبي نظرائه في الجزائر ب "التوافقات التي وقعها مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر في اجتماع باريس". وتفيد مصادر موثوقة ل"الشروق"، أن فحوى الزيارة التي يجريها السراج، تنصب في "إبلاغ السلطات الجزائرية بفحوى اجتماع باريس الذي عٌقد الثلاثاء الماضي مع خليفة حفتر"، والذي افضى بحسب تصريحات المجتمعين إلى "إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، وتوفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات في ليبيا"، كما "تعهد السرّاج وحفتر بالسعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية سيادة القانون تضمن فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، وتفعيل اتفاق الصخيرات السياسي، ومواصل الحوار السياسي الليبي، استكمالا للقاء أبو ظبي في ماي 2017". وعن اختيار الجزائر لتكون وجهة السراج الأولى بعد لقاء باريس أوضح مصدر "الشروق" أن "المسألة تعكس الوزن الكبير للجزائر، ودورها الهام والمحوري في حل الأزمة الليبية...لهذا سيكون معنا هذا السبت السيد فائز السارج". وبخصوص اللقاء الذي جمع السراج وحفتر برعاية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإن كان ذلك "فشلا" اعترى الدبلوماسية الجزائرية، نبه محدثنا "لقاء باريس هو محطة من محطات كثيرة تمر بها الأزمة الليبية، والطريق لا تزال طويلة، لا يجب أن يٌفهم من اجتماع باريس الأخير أنه وضع حد للأزمة الليبية"، وربط مصدرنا هذا التشخيص بردود الفعل "المحتشمة" التي صدرت من عدد قليل من الدول حيال الاجتماع ومن ذلك بريطانيا ومصر والإمارات، ويبدو منطقيا أن تصدر ردود فعل ايجابية من القاهرة وأبو ظبي من هكذا اجتماع، كون أنهما حليفان استراتيجيان للمشير خليفة حفتر. كما نبّه المصدر، إلى تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بعد الاجتماع والتي أشادت بدور الجزائر ومصر وايطاليا، لحلحلة الأزمة الليبية. ومعلوم أن الجزائر، قد كان لها دور ايجابي منذ تفجر الأزمة الليبية في العام 2011، ووقفت على مسافة واحدة من جميع الأطراف، الآمر الذي "أثار حفيظة" بعض الجهات سواء في الداخل أو في الخارج وهو ما عسكته المحاولة الفاشلة التي كانت استهدف السفير الجزائري بطرابلس عبد الحميد بوزاهر، ثم استهداف مقر السفارة بتفجير إرهابي، ورغم ذلك، أبقت الجزائر على سياستها تجاه الجارة الشرقية، حيث احتضنت لأكثر من سنة لقاءات الأحزاب السياسية الليبية برعاية أممية، وبعدها استقبالها لكافة مكونات المشهد الليبي، الأمر الذي ذلل العقبات بين الأطراف، وساهم في الوصول إلى الاتفاق السياسي الذي وُقع عليه برعاية أممية ديسمبر 2015، ليستمر الدعم الجزائري عبر الزيارات التي قادت مسؤول الدبلوماسية الجزائرية عبد القادر مساهل لمرتين إلى ليبيا، مع عدم إغفال الجانب الإنساني في القضية، حيث ترسل الجزائر بين الفينة والأخرى مساعدات غذائية وطبية إلى الليبيين، وفتح استثنائي للحدود لاستقبال بعض الحالات الطبية المستعصية.