أمام تفاقم ظاهرة العطش من سنة إلى أخرى بالعديد من القرى الموزعة عبر إقليم ولاية بجاية، وفي الوقت الذي يلجأ فيه العديد من المواطنين إلى غلق الطريق للمطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية ولرفع انشغالاتهم. فقد شمر سكان بعض القرى بالولاية عن سواعدهم من أجل حل مشاكلهم اليومية، كما هو الشأن بقرية تفريتين التابعة إلى بلدية فرعون الذين سئموا من الاتكال على السلطات المحلية لإنهاء أزمة العطش التي يعانون منها منذ سنوات عديدة، فبعزيمتهم وإرادتهم الكبيرة تمكن سكان هذه القرية من إنجاز ما لم تتمكن السلطات من إنجازه في 55 سنة من الاستقلال.. فقد رفعوا التحدي ووضعوا اليد في اليد كرجل واحد من أجل إنهاء أزمة العطش التي يعانون منها منذ سنوات طويلة، فرغم القليل الذي يملكونه إلا أن سكان قرية تيفريتين قد تمكنوا من حفر بئرين بإمكانياتهم وبأموالهم الخاصة ومن دون أي دعم من المسؤولين ليطلقوا بذلك أزمة العطش التي لازمتهم على مدار سنوات طويلة من دون أن يتمكن المسؤولون من إيجاد الحل النهائي لها. وفي السياق ذاته ولأن الإرادة تصنع المستحيل فقد اتحد من جهتهم سكان قرية أبراح التابعة إلى بلدية توجة بالولاية ذاتها، حيث تمكنوا بإمكانياتهم الخاصة من بناء خزان للماء يوفر لسكان القرية نحو 80000 لتر من الماء الصالح للشرب، في حين لجأ سكان قرية إغيل أوعنطر ببلدية مسيسنة إلى بناء منبع للماء لفائدة عابري السبيل والمنفعة العامة، فبالتحدي والإرادة تصنع المعجزات.