أقام سكان بني عباس في بشار، منذ قرون داخل العديد من القصور الطينية ومن هذه القصور والمعالم العمرانية قصر واروروط، الذي هو من بين القصور الثلاثة التي شكلت قديما مدينة بني عباس وهي قصر بني عباس الموجود داخل الواحة وقصر القصيبة الموجود بشرق المدينة إلى جانب قصر واروروط الذي تأسس منذ قرنين ونصف من الزمن. ترمالي عبد القادر،رئيس جمعية واروروط للتضامن وإحياء التراث ببني عباس ذكر في تصريحات ل"الشروق"، أنّ القصر كان يسكنه قديما الفلاحون الذين كانوا يشتغلون بواحة واروروط البعيدة عن القصر ب7 كلم، قبل أن يعرف هجرة من طرف ساكنيه في أواخرالثمانينيات بحثا عن السكن العصري. ومن بين الخصوصيات التقليدية للقصر، التي وقفت عليها "الشروق"، خلال الجولة الاستطلاعية، التي قادتها إلى هذا المعلم التاريخي، هو اعتماد ثلاثة أنواع من المواد الأولية في بنائه وهي: الطينوالركيزة والحجارة. وفي الجانب الهندسي، يمتاز القصر بغرف كهفية محفورة داخل الجبل وأخرى نصف كهفية وكذا غرف مبنية بالإسمنت. في 2003 تم ترميم القصر من طرف جمعية واروروط، كشاهد حي على عراقة وقدم الحضارة الإنسانية بالمنطقة وبهدف تثمينه وإدارة نشاطات ثقافية وسياحية من داخل القصر، قصد التعريف بالموروث الثقافي والسياحي للمنطقة. وهي العملية التي تمت بمبادرات فردية من طرف أعضاء الجمعية. وفي سنة 2008 أعيد ترميمه بمشروع حقيقي بعد استفادة الجمعية من تموين من طرف الاتحاد الأوروبي لدعم الجمعيات النشطة في المجال الثقافي والسياحي إلى جانب وزارة التضامن؛ وهو المشروع الذي يقول رئيس الجمعية:"إنه لقي نجاحا كبيرا"، بعدما عرف القصر عملية توسيع وتجهيز، حيث كان يضم القصر 15 غرفة قبل أن تضاف إليه 35غرفة ليصل اليوم القصر إلى 50 غرفة قادرة على استيعاب العديد من السياح والمثقفين، والطلبة الذين يتوافدون على منطقة بني عباس سواء في إطار البحوث أم للاحتفال برأس السنة والمولد النبوي؛ وهما المناسبتان اللتان تعرف بهما جوهرة الساورة. وجاء ترميم القصر بعدما تهدمت سكناته كليا،منها ماهو جزئي كما أن الإسمنت ضيق الخناق عليه وشوه صورته الحقيقية وقضى على طابعه المعماري وتاريخه العتيق. بعد ترميمه، تحول اليوم القصر كقبلة للسياح سواء من داخل أممن خارج الوطن، ممن يقصدونه فرديا أو عن طريق وكالات السياحة التي أضحت تستعين اليوم بجمعية واروروط من خلال البرامج، التي تعدها هذه الأخيرة طيلة فترة وجود السياح بالمنطقة حيث تبرمج جولات سياحية للزوار للتعريف بالمنطقة ومعالمها الأثرية وكذا سهرات فنية، وأكلات تقليدية تعكس التراث الحقيقي لمدينة بني عباس.وبخصوص تكاليف الإقامة داخل القصر،يقول رئيس الجمعية بأنها في متناول الجميع، حيث حددت ب1500دج لليلة بالنسبة إلى السياح و750 دج بالنسبة إلى الباحثين والطلبة. وهذا قصد التشجيع بالتعريف بالمنطقة ومعالمها السياحية.