قدر رئيس الفدرالية الوطنية لصناعة النسيج والجلود، عمار تاقجوت، المبالغ التي تضخها عملية تجميع جلود الخرفان المذبوحة خلال عيد الأضحى على الخزينة العمومية ب7 ملايين دولار، وهو الرقم الذي تم التوصل إليه سنة 2006 بعد تصدير جميع هذه الجلود إلى الخارج، مستغربا في تصريح لقناة "البلاد" إهمال الجماعات المحلية لعملية تجميع جلود الكباش التي شوهت مناظر الشوارع والمدن، بسبب رمي المواطنين لها بدل تجميعها في نقاط معينة وتوجيهها إلى مصانع الجلود والنسيج. وأشار عمار تاقجوت إلى أن الحكومة التي تبحث حاليا عن مداخيل بديلة في ظل تراجع مداخيل الدولة جراء انخفاض أسعار البترول، كان عليها أن تلزم السلطات اللامركزية، بتفعيل مخططها من خلال التركيز على إنعاش مصانع النسيج والجلود وبعثها من جديد بالاعتماد على المؤسسات العمومية الأربعة في مجال الجلود والتي تتواجد بكل من الجزائر العاصمة وجيجل وباتنة والشفة وكذلك المصانع الخاصة بإعادة تجميع جلود الخرفان المذبوحة وهي الأصناف المطلوبة بكثرة في الخارج ومن شأنها منافسة علامات أجنبية مجال النسيج والجلود، وإعادة إحياء أمجاد الثمانينات التي طبعها عدد من العلامات الجزائرية ذات الجودة العالية. وحمّل عمّار طاقجوت، السلطات العمومية، مسؤولية العجز الرهيب المسجل في إنتاج الجلود على المستوى الوطني، وهي التي لم تحرك ساكنا لوضع حد للفوضى السائدة، بفعل غياب استراتيجية مُحكمة تنتهي باسترجاع الأطنان الهائلة من الجلود التي تضيع في الطبيعة، مُتسببة في خسائر مالية كبيرة بالعملة الصعبة نتيجة سوء تسيير هذه الثروة، الأمر الذي أفضى إلى تقلص رهيب في كميات الجلود الخام التي يتم تصديرها بالطرق القانونية نحو الخارج. وشهدت مختلف شوارع ولايات الوطن تكدسا كبيراً لجلود الأضاحي أو كما يسميها الجزائريون "الهيدورة" التي تم رميها في المزابل.