"اختفاء غامض للأشخاص، قتل، سرقة، نهب، ابتزاز عبر الطرقات، لم نعد آمنين في منازلنا وحتى في وضح النهار، الجريمة بمختلف أنواعها تترصدنا، حظر التجوال فرض علينا والخوف يخيم على المنطقة، ملامح العشرية السوداء عادت لتستقر لدينا مجددا...". بهذه العبارات بادرنا سكان منطقة بوزقان الواقعة أقصى شرق ولاية تيزي وزو والتي تضم أكثر من 50 ألف نسمة، بعد ما أصبح هاجس الخوف مخيما على قراها، نظرا للأحداث الإجرامية المتتالية عليها في الآونة الأخيرة، والآفات التي استقرت فيها بشكل استدعى دق ناقوس الخطر لأكثر من مرة، إلا انه لا حياة لمن تنادي. حظر التجوال فرض نفسه في قرى بوزقان، حيث يفعل الجميع ما بوسعهم ليكونوا في منازلهم قبل السابعة مساء، الخطر يترصدهم في الطرقات، السرقة، الحواجز المزيفة، المتاجرة بالمخدرات، الأسلحة والذخيرة الحية، وذهب المجرمون بعيدا بقتل كل من يخالف توجهاتهم وأحسن مثال على ذلك الشاب "بازي كمال" الذي قتل على يد أفراد عصابة حاولت إرغامه على المتاجرة بالمخدرات لينتهي به الأمر مقتولا، والظاهرة الجديدة التي ألمت بالمنطقة، ظاهرة الاختفاء الغامض لأشخاص لا يعثر عليهم أحياء أو موتى. 1. تنسيقية لجان قرى دائرة بوزقان وللمطالبة بالتدخل العاجل للسلطات العليا وبعد اختفاء ثالث شخص في ظرف وجيز وفي ظروف غامضة، قررت تنظيم مسيرة صبيحة اليوم مصحوبة بإضراب عام، للتنديد بما يصفونه بحالة اللاأمن السائدة مؤخرا والتي أعادت ملامح العشرية السوداء إلى الأذهان، حيث ساد الخوف والقلق بعد اختفاء الشاب "علان فريد" البالغ من العمر 40 سنة، متزوج حديثا، عامل بمحطة البنزين في المكان المسمى "اسيف اوسرذون"، حيث اختفى صبيحة 2 أكتوبر الجاري من مقر عمله، تاركا سيارته في عين المكان ولا أحد علم بطريقة اختفائه، ليضاف بذلك إلى كل من العجوز "جوهرة عميار" و"ايجري ايدير" المصابين بالزهايمر، لكنهما وحسب تصريحات أفراد عائلتيهما هاما في الجوار، لكنه ورغم عمليات البحث الموسعة والتي شاركت فيها مصالح الأمن، لم يظهر لهما اثر لا حيين ولا ميتين، ما جعل المخاوف تزداد والأصوات المنادية بالإسراع في التدخل لحماية الأرواح والممتلكات ترتفع.