تعيش المكاتب والمراكز البريدية عبر الوطن أزمة مطبوعات ورقية غير مسبوقة، حيث نفدت المخزونات نهائيا من المركز الوطني ببئر توتة، ولم تقم المؤسسة بتجديد المناقصة الوطنية الخاصة بالوثائق والمطبوعات الورقية لأسباب تبقى مجهولة، وجعل الموظفين في مواجهات يومية مع الزبائن. وحسب المعلومات المتوفرة ل"الشروق"، فإن سبب هذه الوضعية عدم تجديد مؤسسة بريد الجزائر للمناقصة السنوية الخاصة بإسناد مهمة طبع الوثائق والمحررات الرسمية المستخدمة في المكاتب والمراكز البريدية، ما تسبب في ندرة حادة عبر مختلف ولايات الوطن. ووفق مصادر "الشروق"، فإن المخزونات الوطنية لمطبوعات ومحررات بريد الجزائر التي كانت بمركز الفرز للرسائل والطرود ببئر توتة قد نفدت عن آخرها، خاصة أن المركز كان يتكفل بعملية إيصال الطلبيات الخاصة بكل ولاية، التي تتضمن الصكوك العادية والحوالات والصكوك الاستعجالية وبقية المطبوعات. وانتقلت مظاهر هذه الوضعية مباشرة إلى مكاتب البريد حيث وجد الموظفون أنفسهم في مواجهة مع الزبائن وهو ما وقفت عليه "الشروق" في عدد من مكاتب البريد بالعاصمة على غرار القبة وحسين داي وباش جراح، حيث يطلب في عديد المرات من الزبائن القيام بنسخ الوثيقة وإعادتها إلى الموظف، بحجة عدم توفر الأوراق الكافية. ولجأت بعض المكاتب البريدية خصوصا الفرعية منها إلى إخبار الزبائن بأنه تم إنهاء العمل بالصكوك الاستعجالية (chèques secours)، من أجل تفادي المشاحنات مع المواطنين في حال إخبارهم بعدم توفر الأوراق والمطبوعات. ووصل الأمر إلى حد أن طلب من الزبائن استخراج المطبوعات من الموقع الرسمي لبريد الجزائر على شبكة الانترنت بأنفسهم وجلبها إلى المكتب البريدي لإجراء العملية. ومما زاد الطين بلة هو أن الآلاف من المواطنين حصلوا على بطاقتهم الذهبية الجديدة، لكن استعمالها تعذر عليهم بفعل عدم توفر الموزعات الكافية التي تتطابق معها، حيث وحسب آخر تصريح للمدير العام لبريد الجزائر عبد الكريم دحماني فإن 128 موزع آلي للأوراق النقدية فقط تتوافق مع البطاقة الذهبية التي وزع منها 2.4 مليون بطاقة. وتفيد آخر المعلومات التي بحوزتنا إلى أن مؤسسة بريد الجزائر لم تجدد المناقصة السنوية للمطبوعات والمحررات الرسمية، رغبة منها في التعاقد مع مؤسسات عمومية (حكومية) للطباعة الرسمية ومن المرجح أن يتم الكشف عنها في قادم الأيام.