من أزمة السيولة إلى أزمة الصكوك أعرب العديد من أصحاب "الحساب البريدي الجاري "بالمكاتب البريدية على مستوى ولاية الجلفة عن تذمرهم و استيائهم الشديدين من انعدام المطبوعات الخاصة بسحب النقود والتي تعرف ب (صكوك النجدة) أو "صكوك الاحتياط cheque de secours" خاصة أنّ هذه الأخيرة أصبحت تباع في قاعات الانترنيت بقيمة (30 دج) و بتوجيه من موظفي البريد في الوقت الذي كان يُفترض أن يتحصل عليها المواطن بشكل مجاني، و هو ما أثار حالة من السخط والاستياء لدى هؤلاء الزبائن الذين استغربوا في الوقت ذاته أنّ "مقاهي الانترنيت" أضحت تنوب في توفير الخدمة العمومية للمواطن، بينما يؤكدون أنّ وزير البريد خلال افتتاحه لفعاليات الصالون الدولي للإعلام الآلي أشار أنّ الجزائر تطمح لأن تصبح بلدا مصدرا لتكنولوجيا المعلومات في المستقبل، معلّقين على ذلك أنّ مراكزه تعاني شحًا في هذه الأوراق، و حتى أنّ بطاقات السحب المغناطيسية هي الأخرى غير متاحة في ظل تكرار تعطل جهاز السحب الآلي الموجودة على مستوى مكاتب البريد عبر ولاية الجلفة، وهو ما يؤكد –حسبهم- أنّ التكنولوجيا ليست البديل دائما في الجزائر، إلا أنّ هذا المشكل لم يمنعهم كذلك من التنديد بهذا الوضع الذي وصفوه بالتّسيّب الواقع بأغلب الإدارات العمومية التي تعاني هي الأخرى من غياب الوثائق الرسمية من وثائق بيع السيارات وشهادة الميلاد و بطاقات الإقامة وغيرها. مع العلم أنّ العديد من المواطنين قاموا بإيداع طلبات الحصول على دفاتر الصكوك البريدية منذ أكثر من سنة وتمّ تجديدها لأكثر من عشر مرات إلاّ أنهم لم يحصلوا عليها إلى حدّ الساعة دون معرفة الأسباب التي تقف وراء هذا التأخير، ممّا جعلهم يلجأون لسحب أموالهم من أرصدتهم من طرف صكوك النجدة التي أصبحت هي الأخرى تباع في مقاهي الانترنيت، متسائلين في ذات الوقت عن حصول البعض على صكوك حساباتهم الجارية التي قاموا بإيداعها في نفس الوقت معهم، بينما ظل الكثير منهم ينتظرون إلى إشعار آخر، متسائلين عن السر في طول المدة التي تستغرقها عملية وصول الصكوك البريدية إليهم.