باشرت قيادة الدرك الوطني في إطار التعاون وتبادل الخبرات ما بين الدول، في تكوين إطاراتها بمكاتب ومعاهد دولية مختصة في التحقيقات والتقنيات، التحري في مجال الشرطة القضائية على رأسها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي اي"، وحدات "كاربييري" الإيطالي، على يد ثلة من خبراء وكبراء المحققين المختصين في مكافحة الجريمة المنظمة، وذلك لتمكينهم من اكتساب تقنيات التحكم في فك الشفرات المتداولة بين المجرمين. وأشرف رئيس أركان قيادة الدرك الوطني، اللواء أحمد بوسيطلة، أمس، على تقليد الرتب وتقديم الشهادات لضباط الصف في مراسيم حفل تخرج الدفعة ال 50 للدركيين أعوان الشرطة القضائية بمدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بسيدي بلعباس بحضور إطارات عسكرية ومدنية وقضائية، حيث حملت الدفعة إسم أحد رموز الثورة الشهيد عطار عباس الذي تم اعتقاله وقتله من طرف منظمة الجيش السري في فيفري 1962 وأوضح قائد المدرسة، العقيد عبد المجيد سفنجي، في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه الدفعة المتخرجة التي تضم 1501 دركي تلقت لمدة سنتين تكوينا عسكريا نظريا وتطبيقيا اشتمل على معارف وتقنيات تؤهل الدركي لأداء مهامه على أكمل وجه وذلك على مرحلتين، حيث خصصت المرحلة الأولى للتكوين العسكري والثانية للتكوين في مجال الشرطة القضائية وسيتم توجيههم لممارسة عمل الشرطة القضائية لتدعيم مختلف وحدات الدرك المنتشرة عبر التراب الوطني، لاسيما سريا وفرق أمن الطرقات. وتحصل أعوان الشرطة القضائية المتخرجون عقب فترة تكوينهم بالمدرسة على الشهادة العسكرية المهنية رقم 2 إقليمي تسمح لهم بأداء مهام عون الشرطة القضائية وعون القوة العمومية وذلك بعد ان أدوا اليمين القانونية أمام محكمة سيدي بالعباس. وتلقى عناصر هذه الدفعة معارف شتى في اللغات الأجنبية والإعلام الآلي والإسعافات الأولية وسياقة العربات والمركبات والدراجات النارية، حيث تخصص 300 دركي منهم في أمن الطرقات. وحسب قائد المدرسة، ستضاف هذه الدفعة المتخرجة إلى أخرى مكونة من 5000 دركي مع نهاية السنة الجارية ليتم تحويلهم جميعا للعمل في فرق الدرك الوطني المنتشرة عبر التراب الوطني. ودعا قائد المدرسة الدفعة المتخرجة إلى ضرورة "تحمل المسؤولية والدفاع عن الوطن والمحافظة على أمن وسلامة المواطن واحترام الحريات الفردية وحسن المعاملة والالتزام بالإخلاص والأمانة وطاعة الرؤساء وعدم استعمال القوة إلا في إطار تأدية الواجب". وفي الضفة المقابلة ،وفي مجال التعاون وتبادل التجارب والخبرات في ميدان مكافحة الجريمة، أمضت قيادة الدرك على برتوكولات تعاون وإتفاقيات دولية مع كبريات المؤسسات والمدارس العسكرية على غرار مكتب التحقيق الفيدرالي "أف بي اي"، حيث تلقى مجموعة من الضباط المتواجدين على مستوى المدرسة تكوينا دقيقا بالولايات المتحدةالأمريكية تحت تأطيرالخبراء والمختصين وكذا وحدات الحرس المدني الإسباني "جي كا دي بي"، المخبر التركي للشرطة العلمية والتقنية، والمعهد الفرنسي للبحث في علوم الإجرام، وحدات "كرنبيري" الإيطالي، وشرطة مكافحة الجريمة "بيكا" الألمانية، حيث يتم بموجبها نخبة من الضباط للتكوين المتخصص.