كشف مدير المدارس على مستوى قيادة الدرك الوطني العقيد يوسف بولسنان، عن إبرام اتفاقيات تعاون مع أكبر الدول التي تحظى بمكاتب خاصة، تتمتع بتقنيات التحريات القضائية والشرطة التقنية وكذا العلمية أبرزها المكتب الفيدرالي الأمريكي ''آف بي آ''. وفي هذا الإطار أفاد العقيد يوسف بولسنان، أن التطورات التكنولوجية المستعملة عادة في البحوث والتحقيقات المتعلقة بالجريمة المنظمة، باتت تفرض على المدارس العسكرية التابعة للقيادة لتكوين طلبتهم تكوينا دقيقا، يمكنهم من مواكبة أحدث الوسائل المستعملة للقضاء على الإجرام وفك خيوط الجريمة، كما أشار العقيد إلى أن الجزائر تحرص على مواصلة سلسلة البروتوكولات والإتفاقيات الدولية المبرمة في إطار تعزيز أواصر التعاون الثنائي العسكري بين عدة دول أوروبية على غرار فرنسا وإسبانيا، حيث أفاد أن العديد من الضباط خضعوا إلى دورات تكوينية خاصة بتقنيات التحريات القضائية المستعملة في التحقيقات في معهد البحث في علوم الإجرام بفرنسا وكذا الحرس المدني الإسباني ''جي. كا. دي. بي''، فيما تم إرسال آخرين إلى معاهد في ألمانيا ''بي.كا'' ومخابر علمية تركية أخرى، في حين تم إرسال دفعة معتبرة إلى بريطانيا التي لا تقل أهمية عن المكتب الأمريكي، بحكم جملة الجرائم المنظمة التي أخذت على عاتقها مسؤولية محاربتها، على أن الضباط المكونين خارجا سيعمدون إلى نقل خبراتهم إلى دفعات أخرى لأعوان الدرك للتمكن من محاربة الجريمة والحد من انتشارها. 1501 عون شرطة قضائية يعاهدون بوسطيلة على الحفاظ على الأمانة وفي إطار تعزيز وحدات الدرك الوطني الموزعة على التراب الوطني أشرف أمس، اللواء أحمد بوسطيلة، قائد قوات الدرك الوطني على حفل تخرج الدفعة ال 50بمدرسة ضباط الصف للدرك الوطني في سيدي بلعباس، والتي تضم 1501 عون شرطة قضائية، وذلك بمعية السلطات العسكرية والقضائية والمحلية، وقد تلقت الدفعة التي تخرجت أمس من مدرسة السلاح ببلعباس تربصا دام سنتين شمل مرحلتين أساسيتين، وهما مرحلة التكوين العسكري تليها مرحلة التخصص وتلقى فيهما الطلبة دروسا نظرية خاصة بالقانون الأساسي وقانون العقوبات بالإضافة إلى قانون الإجراءات الجزائية، حيث أطلق على الدفعة اسم الشهيد ''عطار عباس''. ومن جهة أخرى رجح العقيد يوسف بولسنان امكانية تقليص فترة التربص الخاصة بالضباط والمقدرة حاليا بسنتين، بسبب التطور التكنولوجي الحاصل في مختلف التخصصات، وذلك قصد اختصار الوقت والتوجه إلى الميدان، وقد يمس تقليص المدة حسب العقيد السنة الثانية من التكوين. وفي سياق متصل فقد أخذت قيادة الدرك بعين الإعتبار مسألة تكوين الطالب في مختلف التخصصات العلمية، كميكانيك العربات والأجهزة التقنية وكذا الإلكترونيك، إلى جانب منح جميع طلبة المدارس العسكرية رخصة سياقة قبل تخرجهم وذلك للتحكم في عدة تخصصات. وأكد رئيس المدارس أن الدرك الوطني يضمن للشباب الراغب في الإنضمام إلى صفوفه تكوينا مهنيا عسكريا وتحضيرا بدنيا وبسكولوجيا، على أن يكون المترشحون حائزين على شهادة البكالوريا فما فوق، حيث يخضعون إلى انتقاء صارم يشمل التحقيق حول السوابق العدلية واللياقة البدنية ، الأهلية النفسية إلى جانب إجراء فحص طبي معمق. وضاعفت مدرسة ضباط الصف للدرك الوطني لسيدي بلعباس هذه السنة عدد الطلبة حيث وصل إلى قرابة ال2000، يدعمون صفوف الوحدات المشكلة للدرك المنتشرة عبر كامل التراب الوطني. ''بالدم بالروح نفديك يا جزائر''..هكذا عاهد خريجو مدرسة سيدي بلعباس قائدهم اللواء أحمد بوسطيلة أثناء حفل التخرج، مؤكدين عزمهم على تقديم أرواحهم فداء لبلد المليون ونصف المليون شهيد. أطباء نفسانيون لدراسة نفسية أعوان الدرك وعائلاتهم تعززت المدارس العسكرية التابعة لقيادة الدرك الوطني لخلايا بسيكوتقنية لمتابعة الحالة النفسية وميزاج الطلبة المتربصين لديها وعائلاتهم، وذلك قصد إنشاء بطاقة نفسية للطلبة الذين يتخرجون للميدان، والتي تهدف إلى معرفة سلوك أعوان الدرك وكيفية التعامل معهم والمهام التي يتكفلون بها. وصرح العقيد، بولسنان يوسف، مدير المدارس بالقيادة الدرك الوطني، أن هذا الإجراء الجديد لا يقتصرعلى دراسة سلوك الطلبة بل حتى عائلاتهم الذين تتم معاينتهم بسيكولوجيا للوصول إلى سلوكات ومزاج الدركي، مشيرا إلى أن تلك الخلايا يشرف عليها أطباء نفسانيين تلقوا تكوينهم بالخارج، ويعتبرهذا الإجراء الذي تعززت به قيادة الدرك الأول من نوعه، حيث تقوم الخلية التي استحدثتها قيادة الدرك بتحليل نفسية عائلات أعوانها فقط، في حين أضحت الخلية تقوم بمتابعة الطلبة طيلة مدة التكوين لتقوم بعدها بتحضير بطاقة شخصية للعون تضم جميع المعلومات المتعلقة بشخصيته ومزاجه، إلى جانب تحليل الظروف التي يعيشها بعدما كانت العملية تقتصر في السابق على المنخرطين الجدد. وقد أولت القيادة أهمية كبيرة للجانب البسيكو تقني نظرا للضغوطات المحيطة بعناصرها الذين أضحوا على موعد يومي مع الجريمة بمختلف أشكالها على رأسها المنظمة، دون الحديث عن العشرية السوداء التي لا تزال مخلفاتها راسخة في أذهان حاملي السلاح، وأضافت مصادرمطلعة أن الوقت حان للالتفات إلى التحليل النفسي كعلم حديث يجب اعتماده على غرار الدول المتقدمة خاصة بعدما أثبت فاعليته في تجاوز الأزمات. كما أن الظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشتها الجزائر قد عمقت المشاكل وأضحى على حماة الوطن أن يكونوا في حالة استعداد لمواجهة أي طارئ.