يوم واحد لايكفيك إطلاقا للتعرف عن مدينة كيب تاون اقصى جنوب القارة السمراء، لكنه في المقابل يعيطيك لمحة عن المدينة الشهيرة التي ستحتضن مباراة الخضر اليوم وجماهيرها. من يعيش هنا يقول إن زائرهم يجب عليه ألا يقضي أكثر من ثلاثة أيام في شوارعها ، إذا ما كان يريد أن يرحل يوما ما. كيب تاون هي أعرق وأجمل مدن جنوب أفريقيا ، بجبال "تيبول ماونتين" في الخلف ورمال الشاطئ البيضاء تحت الأقدام. مدة اقامتنا ستكون مقرونة بتواجد المنتخب الجزائري وهي فرصة للتعرف عن احدى اهم المدن التي ستحتضن المونديال والشهيرة بملعبها غرين باوينت الذي سيكون مسرحا لاحدى اكبر المباريات اهمية في المونديال، والاكثر خطورة حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم. الانجليز يفضلونها من اجل النبيذ ويمثل النبيذ الراقي الذي تنتجه ضواحي كيب تاون والنشاط الفني الدؤوب في أنحائها عوامل جذب أخرى رئيسية للمدينة البالغ تعدادها السكاني 1.3 مليون نسمة ، و تقع في أقصى جنوب غربي البلاد ، على سواحل المحيط الأطلنطي. ويعد اغلب سكان المنطقة من اصول انجليزية او هولندجية وهو ما يعني ان المنتخب الانجليزي يحظى بدعم جماهير كبير في هذه المدينة. شارع لونج..اهم مقاصد السواح ويشكل شارع "لونج ستريت" البوهيمي ، أهم شوارع كيب تاون وأطولها ، دائمة سواء نهارا أو ليلا ، عندما تعج شرفات مبانيها الشاهقة المبنية على الطراز الفيكتوري بشباب دائمي الاحتفال. ولكل شئ مذاقه العذب في "المدينة الأم" ، التي تعد أكبر المقاصد السياحية في البلاد. لكن ذلك لا يعني نسيان المظلات في أشهر الشتاء. لكن شواطئها تبدو كما لو كانت تدعو إلى التزلج صيفا ، طالما كان هناك حذر من أسماك القرش هنا سجن مانديلا وفي الشمال ، يمكن لقارب أن يحمل الزائر في غضون دقائق معدودة إلى جزيرة روبن آيلاند الحزينة. فهناك سجن ظل فيه على مدار عقود رمز البلاد الأول نيلسون مانديلا ، زعيم حركة تحرير السود وأول رئيس ديمقراطي لجنوب أفريقيا. النقطة الخضراء..علامة فارقة سينصب الاهتمام خلال كأس العالم على "غرين بوينت"، على الملعب الرائع الذي يسع 68 ألف متفرج والمصمم على الشواطئ ، وعنده يبرز الشكل الفسيح الفريد الذي تتميز به "تيبول ماونتين". هناك ستقام العديد من مباريات كأس العالم أهمها لقاء المنتخب الوطني امام نظيره الانجليزي وكذلك إحدى مباراتي الدور قبل النهائي. 130 الف مسلم يناصر "الخضر" يقول المسلمون في جنوب افريقيا إن نحو 130 الف من المشجعين المسلمين يمكن ان يزوروا جنوب افريقيا لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم وإنها اقامت مراكز للاستقبال وموقعا على الانترنت لاطلاع الزائرين على الاماكن التي يمكنهم فيها تناول الطعام والصلاة بالقرب من الملاعب. ترحيب منقطع النظير بالجزائريين وفي كيب تاون يتوقع ان يرحب السكان المسلمون المحليون بالمشجعين المسلمين من الجزائر التي ستلاقي انجلترا في كيب تاون اليوم الجمعة الى جانب ترحيبها بمشجعين مسلمين من الدول المشاركة في البطولة مثل نيجيريا وغانا وكوت ديفوار والكاميرون. وحظيت الجماهير الجزائرية التي تدفقت على مدينة كيب تاون بحفاوة الاستقبال و بترحيب منقطع نظير من مسلمي هذه المدينة. مسالمون..لكنهم متعاطفون مع الخضر وقالت فاطمة علي وهي من اللجنة المحلية المنظمة "نعتقد من داخلنا أن كأس العالم ستصب في مصلحتنا ونريد أن نبرهن على حسن الضيافة. نريد أن نظهر اننا اناس مسالمون وطيبون خاصة وان هناك الكثير من القصص عن الجريمة والعنف في جنوب افريقيا." وعلى بعد دقائق من استاد غرين بوينت في كيب تاون تقع منطقة بو كاب وهي من المناطق السكنية في المدينة التي اشتهرت بوجود المسلمين بها. اكتشف الاسلام في كيب تاون وتوفر اي زيارة خاصة لمتحف بو كاب معلومات حول تاريخ الاسلام في جنوب افريقيا الى جانب ارشادات محددة عن الاماكن التي يمكن تناول الطعام فيها والصلاة. وتم صنع "خريطة اسلامية لكيب تاون" وضعت في حجرة الصلاة في مطار المدينة. وقالت فاطمة "نريد ان نستعرض تاريخنا هنا وان نظهر لبقية الدول الافريقية انه وعلى الرغم من اننا بعيدون بعض الشيء هنا في جنوب افريقيا الا اننا ما زلنا نشكل جزءا من القارة الافريقية." واجب الدين..نصرة اخيك يقول سمران احمد وهو من اصول هندية ان من واجب الاخوة في الدين فان جل مسلمي كايب تاون سيتعاطفون مع الجزائر وسيقفون الى جانب الخضر في مباراة اليوم. وقال سمران وهو ملتح يرتدي طاقية " اعتقد بان المنتخب الانجليزي له قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن سنكون الى جانب الجزائر في مباراة اليوم وسنتعاطف معهم". ملعب على انقاض منازل الفقراء يقول عامل باحد المتاجر اثناء حديثه لموفد الشروق إن السلطات في جنوب أفريقيا أجبرت الآلاف من الفقراء على الانتقال مستوطنات أخرى لتبدو بلادهم بصورة جيدة في نهائيات كأس العالم التي بدأت أمس. ولكن مسؤولين في مجلس مدينة كيب تاون يرفضون هذه المزاعم. ومع ذلك، كشفت هذه الشكاوى، عن فجوة واسعة بين الأثرياء والفقراء في جنوب أفريقيا، بعد مرور 16 عاما على انتهاء سياسة التمييز العنصري. يقول الكثير من الفقراء إن الحكومة أخطأت في تحديد أولوياتها. ويتوقعون أن حياتهم المعيشية ستتغير قليلا على خلفية استضافة جنوب أفريقيا للفعالية الرياضية التي تحظى بأكبر متابعة في العالم. ولكنهم، يشيرون إلى أنه في واقع الأمر سيزداد وضعهم سوءا. هنا تنتشر الجرائم و اللصوصية يعد اغلب سكان كيب تاون من السود فقراء ويعيشون في منازل بسيطة أو في مستوطنات التاونشيب داخل أكواخ مصنوعة من الصفيح المموج. ويعترف أحدهم بالقول :"صحيح أن مدينة كيب تاون هي واجهة جنوب إفريقيا، غير أن حوادث القتل وهجمات السطو وأعمال العنف تُعد من المظاهر الحزينة للحياة اليومية بها". لذا ينصح بتوخي الحيطة والحذر بمجرد حلول الظلام حتى في المناطق المحيطة بحي التسوق والتنزه في فيكتوريا اند الفرد واتر فرانت على واجهة البحر الذي يتمتع بالأمان فيما عدا ذلك. كما ينبغي أيضاً العودة من جولات التنزه بالسيارة قبل حلول الظلام. المباراة الاخطر في المونديال وتصنف مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الانجليزي بالاخطر في المونديال بحسب المختصين وذلك خشية الصدامات التي قد تحدث بين الجماهير الاندجليزية والجزائرية، على الرغم من الاحتياطات التي اتخذها المنظمون. تحاول الجماهير الانجليزية المشاغبة ممن تتواجد بجنوب افريقيا لعب المباراة بمدينة كيب تاون حيث تنتنشر الجالية الانجليزية للسيطرة على الوضع و الثأر من الجماهير الجزائرية بعد حادثة مونديال فرنسا 98 حينما تم الاعتداء على الجماهير التونسية من طكرف الهولينغانز ليتعاطف الجزاتئريين مع اشقائهم لنصرتهم بمارسيليا. الشرطة الجنوب افريقية تتأهب و هالنا في الوهلة الاولى التعزيزات الامنية للشرطة الجنوب افريقية وهي تتاهب لاستقبال جماهير الفريقين وسط المدينة وفي الطريق من المطار الى واتر فرينت و ما يعرف بميدان واجهة البحر.وبالطبع يمكن رؤية هذا الملعب بيضاوي الشكل والذي يتلألأ ليلاً بالأضواء الحمراء من فوق قمة جبل الطاولة. التخلص من الامن الخاص و تشديد التعزيزات الامنية تتولى الشرطة مسؤولية الامن في ملعب غرين بوينت في كيب تاون بعد استبعاد مشرفين تابعين لشركة أمن خاصة بسبب خلاف حول الرواتب أدى الى مصادمات عنيفة في وقت سابق اثناء مباراة ايطاليا والبراغواي.وكان داني جوردان مدير اللجنة المنظمة قد صرح في بيان "رغم أننا نحترم حقوق العمال الا أننا وجدنا أنه من غير المقبول أن يتسببوا في اثارة الاضطراب في أيام المباريات ولن نتردد في اتخاذ اجراءات في مثل هذه المواقف". أجواء رائعة تصنعها الجماهير الجزائرية ووصلت الجماهير الجزائرية باكرا إلى كيب تاون باكرا من خلال السفريات التي تنظمها الديوان الوطنية للسياحة والأسفار وكذلك من طرف أعداد الكبيرة من الجالية الجزائرية في أوروبا. وشرعت الجالية في التجول بالشوارع وهي تحمل الرايات وتجوبها مرددة أنغام جزائرية يسمع صداها من بعيد، بينما لم تسجل أي احتكاكات مع الجماهير الانجليزية.