تمكنت قيادات أركان حزب جبهة التحرير الوطني "الغاضبة" من التوصل إلى اتفاق مبدئي بينها، يقضي بطي ورقة النزاع ووضعه جانبا، والنزول لتنشيط الحملة الانتخابية لصالح قوائم الحزب، وذلك في خطوة لمحاولة اكتساح المجالس المحلية التي سيكون لها دور مفصلي في رئاسيات 2019. بعد غياب قارب الأربع سنوات عن النشاط السياسي ميدانيا، نزل أمس الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم لتنشيط الحملة الانتخابية لصالح قوائم الأفلان بولايتي خنشلة وأم البواقي، وفي وقت فضل الأمين العام بالنيابة السابق عبد الرحمان بلعياط تنشيط تجمعات ولقاءات جوارية بولاية البيض، نزل وزراء سابقون لتنشيط الحملة بولاية المسيلة، ويتعلق الأمر بكل من وزير الفلاحة الأسبق رشيد بن عيسى المحسوب على هذه الولاية التي تعد مسقط رأسه، وكذا وزير التعليم العالي الأسبق رشيد حراوبية، ووزير النقل الأسبق عمار تو، كما سطرت قيادات أخرى معروفة بخصومتها للأمين العام الحالي جمال ولد عباس برنامجا للانتشار عبر الولايات وتجنيد أكبر قدر ممكن من الأصوات لترجيح كفة الآفلان وضمان اكتساحه المجالس البلدية والولائية، وتفادي أية هزة سياسية قد تكون مماثلة للهزة التي لحقت بالعتيد في التشريعيات السابقة. عودة القيادات "الغاضبة" للنشاط الميداني بمناسبة المحليات، أكدت مصادر الشروق أنه شكل موضوع لقاء جمع عدد من الأسماء البارزة والتي هجرت الحزب وقاطعت النضال أيام قيادة الأمين العام السابق عمار سعداني، بمنزل أحدهم ببوزريعة بأعالي العاصمة، عشية الاثنين، وحسب مصادرنا فإن التوجس خيفة من انعكاس الشرخ الذي يعانيه الحزب سلبا على نتائج المحليات جعل هؤلاء يتحركون في اتجاه توحيد الجهد لصالح القوائم المرشحة حتى ولو كانت من هندسة ومباركة جمال ولد عباس، خاصة وأن طبيعة الانتخابات المحلية تجعل نتائج المنافسة السياسية مرهونة ببعض العوامل المتعلقة بالعشائرية والقبلية، وهي التي لطالما صنعت الفارق في هكذا مواعيد، كما أكدت مصادرنا أن "مبادرة لم الشمل" التي تأتي خارج الأطر الحزبية ترمي إلى اكتساح حزب الرئيس بوتفليقة على حد تعبيرهم المجالس المحلية. ونقلت مصادر الشروق أن لقاء بلخادم وحراوبية ورشيد بن عيسى وعبد الرحمان بلعياط، وغيرهم ممن يمثلون نفس الجبهة، خاضوا في تشريح وضع الحزب ومدى تنافسية القوائم التي دخل بها المحليات، والخطاب السياسي المعتمد، كما وقفوا حسب مصادرنا عند "الخسارة" التي لحقت الحزب نتيجة انسحاب بعض أبنائه وجلوس القيادات التي كانت فاعلة في وقت سابق على "دكة الاحتياط" للفرجة فقط وليس للمشاركة، حيث استقر الرأي على ضرورة تجاوز الخصومات الشخصية والالتحاق بتفعيل النشاط الجواري في عدد من الولايات التي تعود قواعدها لهذه القيادات، كما فضلت هذه الأخيرة التحرك جماعيا وإبقاء أبواب مفتوحة أمام باقي القيادات التي أبعدتها الخصومة عن الحزب. عبد العزيز بلخادم للشروق: أدعم قوائم الأفالان وخصومتي مع الأشخاص وليست مع حزبي أكد الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلحادم أمس في اتصال للشروق أنه نزل لتنشيط الحملة الانتخابية، مؤكدا دعمه المطلق لقوائم الأفلان، وقال "فضلت أن انتهز العديد من المناسبات لتنشيط الحملة الانتخابية، وجعل هذه المناسبات حتى ولو كانت أفراحا أوغيره إلى منبر نضالي"، موضحا أن الضرورة تحتم على جميع القيادات تجاوز الخصومات مع الأشخاص، والعمل في اتجاه واحد لصالح قوائم الآفلان لتمكينه من اكتساح المجالس المنتخبة والبقاء في الصدارة. وأضاف بلخادم للشروق "خصومتي مع أشخاص، أما الأفلان فهو حزبي، ويؤلمني ما وصل إليه الخطاب السياسي للحزب من وهن وانحطاط يفرض على الجميع التحرك لدعم القوائم وتحقيق الصدارة المطلقة".