خلص تقرير الخبرة الأولي الصادر عن خبراء المنظمة الدولية للملاحة البحرية، بشأن حادثة الحريق الذي شب في مرآب باخرة طارق بن زياد، إلى أن الشرارة الأولى انطلقت من مركبات أحد المسافرين، كانت مكدسة بأمتعة "خردة"، في حين ساعد انفجار المفرقعات والألعاب النارية على انتشار الحريق بسرعة هائلة ليأتي على 36 سيارة بالكامل. وذكر مصدر مسؤول بالشركة الوطنية للنقل البحري، الأربعاء، ل"الشروق"، أن محتوى تقرير الخبرة الأولي، الذي أعده خبراء من بريطانيا واسبانيا تابعون للمنظمة البحرية الدولية المكلفة بضمان السلامة في مجال الأمن البحري، أن نشوب الحريق بمرأب باخرة طارق بن زياد، التي كانت قادمة من مارسيليا الفرنسية نحو ميناء وهران، ليلة الأحد المنقضي، سببه الرئيس "الخردة" المكدسة بمركبة أحد المسافرين، وذلك بناء على تحليل محتوى تسجيلات الفيديو التي رصدت الشرارة الأولى للحريق، عكس ما تم تداوله بشأن أن شرارة الحريق انطلقت من إحدى تجهيزات المرآب وانتقلت إلى مركبات المسافرين. موازاة مع ذلك، وصل فريق المحققين الذين عينتهم مصالح وزارة النقل والأشغال العمومية وعددهم أربعة، الأربعاء، إلى ميناء بالما بمايوركا الاسبانية، للشروع في التحقيق وتقصي أسباب الحريق ورفع تقرير مفصل لوزير القطاع عبد الغاني زعلان، وفيما لم يتم تحديد قيمة الخسائر المادية التي تكبدتها الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين وقيمة التعويضات التي سيستفيد منها الزبائن المتضررون، أكد المصدر أن عدد المركبات التي تعرضت إلى التلف بشكل كامل 36 مركبة، في حين لم تتعرض أي من التجهيزات والمعدات الحساسة للباخرة لأي أضرار، حيث من المنتظر أن تعود السفينة إلى ميناء العاصمة بمجرد انتهاء عمل فريق التحقيق . وبخصوص نقل المفرقعات والألعاب النارية ومعدات "خردة" من أوروبا نحو الجزائر، كشف المصدر أن تواطؤ جهات ببعض الموانئ الأوروبية، مكّن مغتربين ينشطون ضمن شبكة من نقل مواد ومعدات جد خطيرة، من بينها أسلحة نارية، تم حجزها من قبل مصالح الأمن لدى وصولها إلى الجزائر، أوضح أن مرور الألعاب النارية والمفرقعات وممنوعات أخرى على نقاط التفتيش ببعض موانئ أوروبا بات أمرا جد عادي مقارنة بمواد تصنف على أنها جد خطيرة.