رغم الانتعاش الذي عرفه النشاط السياحي بولايات الجنوب إجمالا، ومنطقة الطاسيلي على وجه الخصوص، إلا أن هذا القطاع يواجه هذا الموسم إشكالية حادة في النقل الجوي، في ظل تنامي الطلب وتراجع الإمكانيات في توفير خطوط جوية لدى شركة الخطوط الجوية الجزائرية لنقل المسافرين. وكشفت مصادر مسؤولة من مديرية القطاع السياحي بولاية إيليزي، أن المديرية سجلت طلبات واتصالات كثيرة من مختلف الوكالات السياحية بالولاية، تطالب المديرية بالتدخل لتوفير أماكن للسياح الراغبين في زيارة المنطقة، نظرا إلى عدم وجودها في الرحلات المتوجهة نحو منطقة الطاسيلي، خاصة بالنسبة إلى السياح المحليين، الذين صرح الكثير منهم بصعوبة الحصول على حجز للتوجه إلى الطاسيلي، بسبب الضغط الحاصل على الخطوط الجوية الجزائرية، حيث باءت الكثير من مساعي هؤلاء بالفشل، رغم الاتصالات التي أجروها مع الوكالات السياحية الناشطة بالمنطقة. ووفق الأرقام الرسمية، والمستقاة من مديرية السياحية بولاية إيليزي، فإن الولاية سجلت إلى اليوم قدوم 672 سائح أجنبي، أغلبهم من دول أوروبية، حيث سمحت عودة نشاط السياحة نحو وجهة الطاسيلي، بعودة كل الوكالات السياحية إلى العمل والنشاط مجددا، ويؤكد ذلك أن الرقم المذكور يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم المسجل خلال نفس الفترة من الموسم الماضي، حين سجلت الولاية فقط 153 سائح أجنبي، فيما يعتبر 672 سائح أجنبي نصف العدد المسجل في الموسم السياحي الماضي بكامله. وسجل القطاع بالتحديد قدوم 1313 سائح أجنبي، حيث يرجع مسؤولي القطاع، وحتى أصحاب الوكالات السياحية بالطاسيلي، هذا التحسن في التوافد على منطقة الطاسيلي، إلى سلاسة الإجراءات التي يجري تنفيذها، المتعلقة بالحصول على التأشيرة بالنسبة إلى السياح الأوربيين، التي أصبحت، وفق تصريح أصحاب الوكالات السياحية، مبسطة أكثر من سنوات ماضية، بعد أن خصصت لمعالجة طلبات التأشيرة، لجنة خاصة على مستوى القطاعات المعنية ممثلة في وزارة السياحة ووزارة الشؤون الخارجية وممثلياتها الدبلوماسية الجزائرية في الخارج، التي كلفت بمعالجة ملفات الطلبات حالة بحالة. أما بخصوص السياحة الداخلية، فقد بلغ عدد السياح الوطنيين الذين قدموا نحو الطاسيلي، منذ تاريخ 18 سبتمبر الماضي، حدود 3500 سائح من مختلف مناطق الوطن، أغلبهم من الشمال، في وقت تعتبر أهداف القطاع بالنسبة إلى السياح المحليين بلوغ رقم 5000 سائح وطني، و3000 سائح أجنبي. غير أن هذه الأرقام تبقى مرتبطة بضرورة حل إشكالات النقل الجوي من وإلى الطاسيلي، بعد أن أصبح حصول السياح الوطنيين والأجانب على أماكن لزيارة مناطق أقصى الجنوب، والطاسيلي تحديدا، أمرا صعبا، حيث ألقى هذا المشكل بظلاله على سير النشاط السياحي إجمالا، لاسيما في الآونة الأخيرة، إذ لم يعد بالإمكان أن تتحمل البرامج العادية للخطوط الجوية الجزائرية العدد المتزايد من المسافرين، في ظل بقاء نفس العدد من رحلات الجوية، التي لم تعد في الكثير من الأحيان تكفي لسد الحاجة المعبر عنها حتى من طرف المسافرين العاديين القادمين والمتوجهين إلى المنطقة، ما يدعو أكثر من أي وقت مضى، إلى مراجعة هذا الوضع، والاستجابة للطلب المتزايد على الرحلات الجوية، التي كان موضوع زيادتها مجرد وعود لم ترق إلى التجسيد على أرض الواقع، خاصة تلك الوعود المتعلقة بإضافة رحلات من منطقة الطاسيلي نحو شرق وغرب البلاد ووسطه، أو حتى تلك الوعود التي شرع في تنفيذها في دعم رحلات الشركة، قبل أن يتم التراجع عنها لأسباب مجهولة من طرف الجوية الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة.