تحضّر الإدارة، باقتراح من بعض المقاطعات الإدارية، فرض عقوبة على المواطنين المتأخرين عن مواعيدهم لإيداع ملفات جوازات السفر، بعد ما تبين أن نسبة كبيرة منهم لا تلتزم بالمواعيد، معطلة بذلك عمل الجهاز البيومتري الذي يعالج 50 ملفا يوميا، وتتمثل العقوبات المقترحة في تأخير ملفات المتأخرين لمدة معينة أو تأجيلها، إلا في حال تقديم المبرر المقنع لسبب التأخر. وأكدت مصادر مسؤولة من المقاطعة الإدارية للدار البيضاء بالجزائر، كعيّنة، أن عملية إصدار جوازات السفر البيومترية تواجه مشكل تخلف المواطنين عن المواعيد التي يقتطعونها من الدائرة، حيث يهمل 20 من 50 مواطنا المواعيد التي حددت لهم عبر الهاتف، علما أن الهاتف يستقبل أكثر من 300 مكالمة يبدي أصحابها العجلة الفائقة في تحديد موعد قريب. وإذا كانت مسألة عدم التزام المواطنين تبدو غير مهمة في النظام الكلاسيكي لإصدار جوازات السفر، باعتبار العملية كانت تتم دون مواعيد ولا التزامات فورية من الإدارة التي تستلم الملف وتودعه للدراسة دون إبقاء صاحبه لاستكمال الإجراءات، فإن النظام البيومتري يلزم الإدارة باستقبال عدد معلوم من المواطنين، وإبقائهم في مصالح الجوازات البيومترية مرفقين بملفاتهم إلى غاية استكمال جميع الإجراءات المتمثلة في تدقيق المعلومات، ثم تصفيفها والتصديق عليها وأخذ بصمة المعني وصورته، ثم إعطائه موعد استلام جوازه، ما يجعل العملية في جميع مصالح الجوازات البيومترية عبر دوائر الوطن محددة في عدد معلوم من الأشخاص، حددت حسب إمكانات الدوائر بين 30 و50 شخصا في اليوم الواحد. وعليه فإنه لا يمكن بحال من الأحوال، وفق ما تمليه شروط النظام الجديد، استقبال مواطن وقبول ملفه دون أن يأخذ موعدا مسبقا مهما كانت الظروف، ويتوجب بالمقابل على صاحب الموعد أن يتقدم لمصلحة الجواز البيومتري بالدائرة في الموعد المحدد له، باعتبار موعده يقع ضمن قائمة المواعيد لذلك اليوم والتي لا تتجاوز في أغلبها قائمة من 50 طالب جواز. وبإهمال المواعيد وعدم الحضور مثلما يقتضيه الالتزام، يضع المواطن الإدارة في حرج وضيق كبير، حيث لا يمكن تعويض المتخلفين بأشخاص آخرين، ويظل النظام البيومتري المخصص لاستقبال 50 مواطنا في يوم واحد معطلا، رغم ضغط الطلب الكبير على مصلحة الجوازات البيومترية، خاصة في فترة العطل هذه، وبدلا من معالجة العدد المعلوم مسبقا من الملفات، تكتفي الإدارة بملفات المواطنين الذين حضروا، ليعود المتأخرون يوما آخر لطلب موعد جديد، علما أن هناك حالات مستعجلة يمكن معالجتها مكان المتخلفين، لكن ذلك لا يكون ممكنا إلا في حال تواجد بعضهم مصادفة في مصلحة الجوازات البيومترية للضرورة الملحّة.