جورج فراش العمدة السابق لمدينة مونبولييه مازالت فرنسا تصر على تمجيد ماضيها الاستعماري في الجزائر، بالرغم من الحقائق التاريخية الواضحة وضوح الشمس، والتي تفضح حقيقة فرنسا الاستعمارية وتصنفها ضمن أبشع القوى التي مارست جرائم ضد الإنسانية. شرعت سلطات مدينة مونبولييه، جنوبفرنسا، في تأسيس متحف لتمجيد الماضي الكولونيالي الفرنسي في الجزائر، وحسب آخر المعلومات فإن هذا المتحف وصل إنجازه إلى مرحلة متقدمة بعد مرور أربعة أشهر عن انطلاق الأشغال، ويصر القائمون على هذا المشروع العنصري على إنهائه قريبا ليفتح أبوابه في بداية 2012. وأحدث إعلان خبر هذا المشروع، الذي اقترحته وتسهر على إنجازه مجموعة من اليمينيين المتطرفين وأنصار "الجزائر الفرنسية"، ردود أفعال قوية في فرنسا ذاتها، من القوى التي تسعى إلى بناء علاقات صداقة مع الجزائر، بينما دافعت عنه بقوة الحساسيات الفرنسية العنصرية التي لا تدخر جهدا في تمجيد الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، ومن جهة أخرى استفز هذا المشروع الجزائريين، خاصة الأسرة الثورية، التي تسعى جاهدة لافتكاك حق اعتراف فرنسا بجرائمها بالجزائر. ورشة مشروع متحف التاريخ الفرنسي بالجزائر الذي سيؤرخ ظلما لفترة الاستعمار بين 1830 و1962 بدأت الأشغال به في شهر مارس من هذه السنة، ويفترض أن تدوم مدة إنجازه 18 شهرا، وقدرت تكلفته ب 18 مليون يورو موّل 90 % منه التكتل اليميني المتطرف لمدينة مونبولييه، وخصص لتأسيسه فندق "مونتكالم" المحاذي لمحطة مونبولييه بوسط المدينة. هذا المشروع الذي تسير أشغاله بسرعة في ظل صمت مطبق، رفض المشرف عليه جاك مارتان وهو نائب رئيس التكتل اليميني لمدينة مونبولييه الإجابة عن أسئلة الصحفيين، الذين أمطروه بأسئلة عما سيحتضنه هذا الفضاء وعن القصد الحقيقي من إنشائه، وكان رئيس التكتل جورج فراش قد رفض في وقت سابق ذكر تفاصيل عن هذا المشروع مبررا ذلك بكون الوقت ليس مناسبا، وسيتم الكشف عن كل مايتعلق به في وقت لاحق، وجورج فراش هو العمدة السابق لمدينة مونبولييه ولم يحضر الندوة الصحفية التي نظمها التكتل يوم الثلاثاء الماضي بسبب العلاج. نشير إلى أن هذا المشروع بدأ التفكير فيه في سنة 2003، وقد تسبب في تظاهر مجموعات سياسية محلية وقفت ضد إنشاء هذا المعلم المسيء، والساعي إلى تمجيد الاستعمار والتغني، ويبدو أن الصحافة الفرنسية أيضا ذهبت في هذا الطرح حين اعتبرت هذا المتحف مجرد مؤسسة كلاسيكسية للحفاظ على التراث الإنساني المشترك بين الشعوب الأوروبية والمسلمين. وسيركز هذا المتحف على عرض كل ما يعتبره اليمين الفرنسي من محاسن الاستعمار الفرنسي في الجزائر، في حين سيهمل كل ماله علاقة بالجرائم الاستعمارية ومعاناة الجزائريين، حتى يخدع هؤلاء الأجيال القادمة بكون فرنسا كان لها دور إيجابي في الجزائر. وذكر أن هذا المتحف ستعرض فيه صور فوتوغرافية ولوحات وملصقات وخرائط وأدوات تخص المغرب العربي، بالإضافة إلى مركز بحث متخصص ومركز آخر مخصص لتاريخ التصوير الفوتوغرافي في الجزائر. نشير إلى أن جورج فراش العمدة السابق لمدينة مونبولييه، كان قد أبعد من الحزب الاشتراكي بسبب مواقفه العنصرية المتطرفة، وخلال الانتخابات المحلية المنظمة في مارس الفارط تمكن من الفوز بمنصب رئيس لمنطقة لونغيدوك روسيون بعد ترشحه على رأس قائمة لا تنتمي للحزب الاشتراكي.