أكد السياسي الفرنسي جورج فراش، أحد الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في فرنسا ورئيس البلدية السابق لمدينة مونبوليي، أن مشروع إنجاز متحف تاريخ فرنسا في الجزائر بمدينة مونبولييه الذي سيفتح أبوابه بداية 2012 قائم على قدم وساق، رغم الجدل الذي أثاره هذا المشروع في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية بين أحفاد المشروع الكولونيالي الفرنسي وبين الرافضين لتمجيد التاريخ الاستعماري. وحسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، فإن جورج فراش وهو من رؤوس الجناح الكولونيالي في اليسار الفرنسي وأحد مناصري المنظمة العسكرية السرية الخاصة المعروفة بجرائمها في الجزائر عشية الاستقلال، فإن المشروع الذي انطلقت فيه الأشغال بداية مارس الماضي سينتهي دون تأخر في غضون خمسة عشر شهرا القادمة وسيتكلف قيمة مالية لن تقل عن 19 مليون يورو، ستتحمل 90 بالمائة من أعبائه مقاطعة مونبوليي التي شغل فيها جورج فراش منصب رئيس بلدية منذ 77 إلى سنة .2002 وفيما لازال مضمون المتحف يثير تساؤلات وجدلا كبيرين في فرنسا، فإن القائمين عليه رفضوا الإفصاح عن مضمون هذا المتحف رغم إلحاح وسائل الإعلام على ذلك، مفضلين ترك الكشف عن هذا المضمون لجورج فراش الذي لم يتردد بعد إقالته من الحزب الاشتراكي الفرنسي عن الترشح في قائمة حرة، رفقة أحد قدماء منظمة ''أو أي أس'' الإرهابية والذي يبقى مصدر ترقب وانتظار، خاصة في فرنسا بالنظر لغياب أدنى اهتمام من الجانب الجزائري، رغم أن الأمر يعني تاريخ وذاكرة البلاد بشكل مباشر. وكان جورج فراش من أشد المدافعين عن قانون تمجيد الاستعمار رفقة مجموعة من قدماء الأقدام السوداء، حيث لم يتردد عن المشاركة في الاحتجاجات التي نظمت للاعتراض على إلغاء المادة الرابعة من القانون وذلك بعد تشديد الجزائر لغة الاحتجاج باتجاه باريس. ويأتي مشروع المتحف الذي يريد تجسيده جورج فراش في مدينة مونبوليي الفرنسية في محاولة منه لإعادة بعث فلسفة تمجيد الاستعمار، استفزازا للجزائر وتحقيقا لمآرب سياسية داخلية في فرنسا، في ظل السلبية الجزائرية اتجاه الاستفزازات الفرنسية في موضوع التاريخ الاستعماري لهذا البلد في الجزائر، فضلا عن ''بدائية'' الجهود المبذولة جزائريا في سبيل فضح الجرائم الاستعمارية الفرنسية، رغم المجالات الواسعة التي لازالت في حاجة إلى استثمار وهذا في الوقت الذي لم ييأس أنصار أطروحة الجزائر الفرنسية عن تمجيد الاستعمار تارة من خلال تحريك الآلة القانونية، وتارة أخرى من خلال تحريك الآلة التاريخية.