انطلق نهاية الأسبوع المنصرم خبراء من المركز الوطني للبحث في علم الآثار في إعداد دراسة حول الآثار وجرد تراث مواقع قصر تلزضيت، وقصر بابا السعد القديمين بسهل وادي مزاب في ولاية غرداية، بمشاركة السلطات المحلية البلدية، وديوان حماية وترقية سهل وادي مزاب. سعى فريق الخبراء إلى تحديد وتأريخ هذين الموقعين الأثريين، المشيدين ما قبل التاريخ، ما سيسمح لهم بإطلاق مخطط الحماية والمحافظة على التراث الصخري، وجرد التراث الأثري، وكذا تحديد المواقع بغرض تفادي تدهورها، واستغلال فضاءاتها لأغراض أخرى. وبعد القيام بعملية تحديدها، ستباشر الجهات المكلفة بالثقافة إجراء التصنيف كتراث وطني وعالمي حسب أهميتها العلمية، بهدف تعزيز جاذبية المنطقة، المتعلق بمجال السياحة، وتشجيع السياحة الثقافية بسهل وادي مزاب. ويقع قصر "تلزضيت" على بعد 4 كلم جنوب شرق قصر العطف "تجنينت"، الذي يحتوي على بقايا آثار لنواة أولى لاستقرار الإنسان بمنطقة مزاب، التي تعود إلى القرن التاسع من العصر المسيحي. وحسب مصدر مسؤول من مديرية الثقافة بالولاية، فإنه تم اكتشاف شظايا من السيراميك والطين بذات الموقع الأثري، فيما يقع قصر بابا السعد بأعالي قصر غرداية العتيق، الذي يعود إلى ما قبل التاريخ، فقد تم اكتشافه في 1927 من قبل البروفيسور جون سافاري، قبل أن يقوم باحثون آخرون بالحفريات في 1966 من طرف أندري رافيرو، وفي سنة 2006 من قبل مليكة حشيد، ونجيب فرحات، حسب ما أوضحه المكلف بتسيير ديوان حماية وترقية سهل وادي مزاب كمال رمضان. ويضم قصر بابا السعد بغرداية أطلالا لقلعة دفاعية محصّنة، شُيّدت في 1004 قبل ميلاد المسيح، وأفرانا قديمة لصناعة مواد البناء المحلية، على غرار الجير والجبس. وأكد نفس المتحدث أنه تم اكتشاف نقوش حجرية جديدة في الآونة الأخيرة، سيتم المحافظة عليها تراثا صخريا، ضمن سياقها الطبيعي. ويزخر هذا الموقع الأثري بالنقوش الحجرية والرسوم الصخرية، التي تعود إلى الحقبة الليبية- البربرية، التي تم توثيقها من قبل مختصين، تزين الواجهات الحجرية وصخور المنحدرات بذات الموقع، ما أضحى متحفا مفتوحا، محل اهتمام كبير للباحثين والمؤرخين والسياح.