توفي الخميس الماضي، المهندس المعماري الفرنسي "أندريه رافيرو"، عن عمر ناهز 98 عاما، وقد اشتهر بولعه الكبير بالهندسة المعمارية الجزائرية، وهو صاحب كتاب "مزاب.. درس في العمارة". ولد أندريه رافيرو في 27 جويلية 1919 بناحية ليموج الفرنسية، وقد زار ولاية غرداية للمرة الأولى في عام 1949، اكتشف من خلالها سحر الهندسة المعمارية لوادي مزاب، وبعد تخرجه، قرر المهندس المعماري العودة إلى قصر بني يزقن بغرداية للإقامة فيه، معتقدا أن مدن وادي مزاب عرضت "المثال الأكثر اكتمالا على التكيف مع قيود البيئة، كما أن هندستها المعمارية تحترم البيئة". وقد قام بإنشاء ورشة عمل أطلق عليها "ورشة عمل الصحراء"، التي أصبحت مكانا بارزا للبحث والإسقاط، مما سمح له بتكريس حياته من أجل التعريف بالهندسة المعمارية الجزائرية المحلية، خاصة في وادي مزاب، وقصبة الجزائر، ليساهم بشكل كبير في تحويلها إلى الثقافة العالمية. وكان رافيرو أيضا مهندسا معماريا للآثار التاريخية في الجزائر، ومسؤولا من اليونسكو لقلعة القصبة في الجزائر العاصمة، وقد ساهم بشكل كبير في تصنيف مدن مزاب في التراث العالمي، كما تدخّل لإنقاذ مسجد سيدي عقبة، بالقرب من بسكرة. وهذا الإسهام الملحوظ بالعمران والآثار الجزائرية، دفع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى تقديم رتبة عشير له، من نظام الاستحقاق الوطني، سلمته له وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي سنة 2012. وتسعى جمعية فرنسية لتعزيز عمله وأفكاره المنشورة في عدة كتب منها: "مزاب، درس في العمارة"، "القصبة في الجزائر العاصمة، والموقع أوجد المدينة"، إضافة إلى كتاب يسرد فيه حياته المهنية بعنوان "أندريه رافيرو، من المحلية إلى العالمية"، وتوجد الكثير من الأعمال، التي تستحق إعادة تحريرها، وحتى ترجمتها إلى اللغة العربية. ومن جهته يواصل المخرج جان أسلمير عملية تصوير فيلمه الذي يروي شخصية المهندس أندريه رافيرو، حيث قام بتصوير بعض اللقطات منه في وادي مزاب، والجزائر العاصمة على أن يتم الإفراج عن الفيلم عام 2018.