لم يعرف قطاع النقل بتقرت ومنذ سنوات عديدة أي تحسن رغم ترقية هذه المدينة الكبيرة التي تضم 4 دوائر إلى ولاية منتدبة، وهي النقطة التي تطرح العديد من التساؤلات بتقرت حول هذا القطاع الذي يعتبر واجهة هامة لأي مدينة أمام مواطنيها وزوارها. رغم العديد من الهياكل والمنشآت الكبرى التي تزخر بها المقاطعة الادارية تقرت في قطاع النقل كالمطار، ومحطة السكة الحديدية ومحطة نقل المسافرين الجديدة التي ستدشن قريبا، إلاّ أن القطاع لم يتحسّن وخاصة على مستوى شبكة المواصلات بوسط المدينة، حيث أصبحت طرقات وسط الولاية المنتدبة تقرت المصنفة لدى وزارة الداخلية كنموذجية عبارة عن فوضى عارمة في الخطوط يتسبب فيها سائقي الحافلات. وأصبح المواطن الذي ينتظر الحافلة أو الذي امتطاها لا يعرف وجهتها، التي في الكثير من الأحيان يغيّرها السائق رفقة القابض، حسب وجهة الزبائن وعددهم، وما ساهم في هذا الأمر هو عدم إجبار الحافلات على تعليق لافتة تحمل اسم الوجهة أو الخط، ما أتاح لهم حرية اختيار الخطوط حسب عدد الزبائن الذين تتنافس عليهم الحافلات وسط الطرقات الرئيسية، التي أصبح التوقف في أي مكان مباح لحمل الركاب في الوقت الذي يتم فيه تجاهل الخطوط الأخرى التي تبقى تعاني من هذه التصرفات. وهو ما شكّل نقطة سوداء للقطاع بوسط المدينة، حيث تعاني خطوط حيوية كخط المدينة الجديدة بحي المستقبل من نقص في عدد الحافلات، مقارنة بعدد الزبائن والمواطنين الذين ينتظرون ساعات لقدوم حافلة وخاصة التلاميذ والعمال وعادة ما تكون هذه الحافلة مكتظة عن آخرها بالركاب، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية. وجدّد المواطنون نداءهم للمسؤولين بفتح خط يربط وسط المدينة بحي المستقبل مرورا بحي الرمال 1 ، حيث تتواجد مؤسسات تربوية وتكوينية جديدة بالإضافة إلى السكنات الموزعة مؤخرا يعاني فيها المواطن العزلة في تنقلاته. هذا ولا تعاني مدينة تقرت من المنشآت في قطاع النقل التي كلّفت خزينة الدولة مئات الملايير، بل تعاني من التهميش المحلي والإقصاء المركزي، حيث لا يزال مطار سيدي مهدي، الذي يعتبر من أقدم مطارات الوطن يضمن خطا داخليا صوب العاصمة فقط، في الوقت الذي يتطلع فيه المواطن وخاصة المستثمرين والسياح تنويع رحلاته الداخلية وترقيته إلى مصاف المطارات الدولية، فيما تتواجد محطة السكة الحديدية التي كانت في سنوات مضت تعج بالمسافرين والمتعاملين الاقتصاديين. وأضحت اليوم ومنذ الألفية الجديدة في سبات وحركة محتشمة لنقل البضائع والأنابيب فقط، وحاولت خلال الفترة الصيفية المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إنعاش هذا الخط من جديد من خلال تنشيط خط تقرت سكيكدة للمصطافين، إلاّ أن المواطنين صبوّا جمّ غضبهم على الشركة وقاطعوا هذه الرحلة بسبب العربات المهترئة والقديمة وغير مكيّفة، ما اعتبرها الزبائن عقابا لسكان المنطقة واستخفافا بهم، كما أن المشروع الضخم لخط السكة الحديدية المزدوج الذي يربط تقرت بحاسي مسعود، والذي هو قيد الأشغال، فاعتبره أبناء المنطقة أنه لن يأتي بالجديد على الولاية المنتدبة، بل سيقتل محطة تقرت التي ستكون منطقة عبور فقط للعتاد والمواد البترولية بين حاسي مسعود والولايات الساحلية. وأما على مستوى المحطات البريّة فرغم قرب آجال استغلال محطة نقل المسافرين الجديدة بحي الرمال، إلاّ أنها لا تزال تثير الكثير من اللغط والانتقادات حول اختيار موقعها والمسالك التي ستعبر من خلالها الحافلات وسط الأحياء، كما أن محطة 8 ماي بوسط السوق اليومية بحاجة إلى إعادة تنظيم وتهيئة، خاصة وأنها تستقطب يوميا الآلاف من المسافرين في الخطوط الريفية وما بين المدن المجاورة. هذا وأوضح الوالي المنتدب لخضر زيدان أنه برمج اجتماعا مع مدير النقل لولاية ورقلة خلال هذا الأسبوع من أجل التنسيق واتخاذ إجراءات لتحسين آداء القطاع بتقرت.