شنت قوات النظام السوري، الاثنين، سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد تعزيزات عسكرية مكثفة تنُذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة. وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شهر فيفري الحالي وطوال أيام تصعيداً عنيفاً تمثل بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً. وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين الحين والآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل أن يستأنف مجدداً، مساء الأحد، باستهداف قوات النظام مدن الغوطة وبلداتها مجدداً بنحو 260 صاروخاً ثم بالغارات، ما أودى بحياة 17 مدنياً بينهم خمسة أطفال. وأفاد مراسل فرانس برس عن سقوط قذائف عدة، مساء الأحد، على دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص. وصباح الاثنين، أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس في الغوطة عن تحليق طائرات استطلاع في الأجواء قبل أن تبدأ الطائرات الحربية بالقصف. وأفادت منظمة الدفاع المدني السوري التابعة للمعارضة بمقتل 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال، الاثنين، جراء الغارات في حمورية وسقبا وجسرين. تغريدة تغريدة وفي مدينة حمورية، سارع سكان كانوا في الشارع، فور سماعهم صوت تحليق الطائرات، إلى الاختباء. وقال علاء الدين (23 عاماً)، أحد سكان الغوطة الذي يخشى هجوماً وشيكاً لقوات النظام: "البارحة، مشطت راجمات الصواريخ الغوطة كاملة". وأضاف "مصير الغوطة مجهول، ليس لدينا إلا رحمة الله واللجوء إلى الأقبية، لا حل بديل أمامنا". واستكملت قوات النظام السوري تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة الشرقية، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، مشيراً إلى أن "الهجوم بانتظار إشارة البدء". وتترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات حول مستقبل الغوطة الشرقية قال المرصد السوري، إن الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من المنطقة. لكن "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات مع قوات النظام. وحسب عبد الرحمن، فإن بدء الهجوم مرتبط بفشل المفاوضات التي "تجري حالياً بين قوات النظام والفصائل المعارضة والهادفة لإخراج هيئة تحرير الشام من الغوطة الشرقية". ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. ويضم فصيل "جيش الإسلام" قرابة 10 آلاف مقاتل، ويسيطر على مدن مهمة أبرزها دوما. وقال مدير المكتب السياسي في "جيش الإسلام" ياسر دلوان لفرانس برس: "لا توجد أي مفاوضات بيننا وبين النظام". واعتبر دلوان، أن "ما يروج له النظام من حملة عسكرية على الغوطة هو فقاعة"، موضحاً "نحن اخترنا الحل السياسي وبذلنا من أجله كل شيء من أجل تحقيق السلام في سوريا، وإذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية". وأضاف "الغوطة عصية إن شاء الله على النظام". وشارك "جيش الإسلام" في المفاوضات برعاية روسية وإيرانية وتركية في أستانة مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق "خفض توتر" في سوريا، بينها الغوطة.