شهدت العاصمة نهار أمس، أكبر عملية ترحيل منذ انطلاق البرنامج الخاص بإعادة الإسكان، حيث تم ترحيل 742 عائلة موزعة عبر 6 مواقع، أهمها بوروبة وبرج الكيفان، حيث شهد كلا الموقعين فوضى خلال العملية في ظل رفض بعض العائلات استلام الشقق الموزعة عليها وبين المقصية من عملية الترحيل، وقد تم نقل 742 عائلة إلى بوروبة وبئر توتة. * كما جرت العادة، عرفت العملية العاشرة من الترحيل على مستوى العاصمة فوضى ببعض المواقع الخاصة بالترحيل، فخلال الجولة التي قامت بها الشروق عبر مختلف هذه المواقع، اكتشفنا أهم الأسباب التي دفعت ببعض العائلات إلى الاحتجاج خلال إجراء عملية الترحيل، فكانت شاليهات حي بوبصيلة ببلدية بوروبة أولى المواقع، حيث عرفت حركة احتجاجية كبيرة بعدما رفضت حوالي 150 عائلة إخلاء الشاليهات واستلام مفاتيح السكنات الجديدة، وبعد استفسارنا حول الأسباب أكدت بأنها لن تقبل بمغادرة "القبور" لدخول "قبور" أخرى - على حد تعبيرهم - و تذكر هذه العائلات في حديثها للشروق بأن الوضعية الكارثية التي تشهدها هذه السكنات هي التي دفعت بهم إلى رفضها، ويقول أحدهم بأنها مخالفة للمعايير والمقاييس الضرورية والحديثة للسكن، كونها جد ضيقة ولاتحتوي سوى على غرفتين، ناهيك عن غياب المرافق عمومية وانتشار الآفات الاجتماعية بالحي كالسرقة والمخدرات، بالإضافة إلى عدم إتمام الأشغال كتوصيل الكهرباء وشبكة المياه الصالحة للشرب. * ويضيف ذات المتحدث بأن العائلات مصرة على عدم دخول هذه السكنات للأسباب سالفة الذكر، وتطالب السلطات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة وتحويلهم إلى سكنات لائقة غير هذه، وأكدوا بأن الشاليهات التي شغلوها منذ أزيد من7 سنوات أرحم من السكنات التي سلمت لهم. * من جهتنا قمنا بزيارة موقع حي بن بولعيد والذي استقبل 240 عائلة، حيث قمنا بدخول بعض الشقق التي تم استلامها من قبل العائلات، فعبرت لنا هذه الأخيرة عن فرحتها وتعاستها في نفس الوقت، لضيق الشقق، حيث عجزت أغلب العائلات عن إدخال أثاثها، خاصة منها غرف النوم، وعند محاولة الاستفسار عن سير العملية، أكد المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء والذي كان متواجدا بعين المكان عن سلامة سير العملية، وفيما يتعلق بانعدام الكهرباء والماء، قال ذات المتحدث بأنهم في انتظار استقرار العائلات بشققهم لتوصيلهم بالماء والكهرباء، وذلك تفاديا لحدوث سرقة العدادات والخطوط الكهربائية. * ومن جهة أخرى تساءلت حوالي 30 عائلة من شاليهات علي عمران3 ببلدية برج الكيفان عن أسباب إقصائها من عملية الترحيل بالرغم من الوعود التي قدمتها لهم السلطات المحلية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، حيث تعد هذه العائلات كذلك من منكوبي زلزال 2003 وعاشت بهذه الشاليهات منذ قرابة 8 سنوات على أمل بلوغ هذا اليوم الذي طالما انتظروه، ليفاجؤوا بعدم إدراجهم في العملية، وقد أكد هؤلاء عند زيارتهم لمقر الشروق بأنهم جد متذمرين للأمر، خاصة وأنهم عاشوا سنوات مريرة داخل تلك الشاليات، وأبناؤهم يعانون من عدة أمراض مزمنة جراء مادة الأميونت التي بنيت على أساسها هذه الشاليهات. * نفس المصير تعرضت له أربع عائلات بشاليهات علي عمران 6 والتي أقصيت من عملية الترحيل التي شملت11 عائلة بنفس الموقع، وقد أكدت هذه العائلات من جهتها بأنها أقصيت بحجة أنها لم تكن تشغل هذه الشاليهات، إلا أنها حاولت إثبات العكس للسلطات المعنية، لكن هذه الأخيرة لم ترأفها وقامت بطردها من الشاليهات باستعمال القوة ليصير الشارع الملجأ الوحيد لهذه العائلات عشية حلول الشهر الفضيل. .