كل سيناريوهات المكيدة الخبيثة والحرب القذرة صارت حاضرة بقوة وبتنوع مثير في المعارك المرتبطة بالسكن الإجتماعي بولاية ميلة بعد أن وجدت في السنوات الأخيرة مناخا خصبا وتشجيعا وتواطئا من أطراف كان يُفترض أن تحاربها بصرامة وتتابع المتورطين فيها وتفضحهم على الملأ، لكن العكس هو ما تجسد بوضوح وصار يتداوله الخاص والعام لدرجة أنه لم يعد يثير استغراب أحد. وربما ما حدث مؤخرا لعائلة السيد زيان الزواوي المقيم ببلدية اولاد اخلوف / دائرة تاجنانت / مجرد حلقة أخرى من مسلسل الفساد المستشري، هذا وإن كانت هذه الحلقة قد أخذت خصوصية إبداعية لافتة في الخبث. حكاية المواطن المغبون هذا تعود لما قبل 15 سنة من قبل، حينما بدأ يحلم بالحصول على سكن اجتماعي وقدم ملفه كاملا يشرح حالته المستحقة وظل يسعى ككل المغبونين للتحسيس بمعاناته، لكونه يقيم في سكن غير لائق تماما يضم أكثر من عشرة أفراد وحصل على وعود كثيرة بتفهم وضعيته، لكن الخيبة كانت دوما خاتمته عند الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي في البلدية المذكورة، كما هو الحال في آخر عملية والتي تم خلالها توزيع 150 سكن، لكنه لم ييأس ورفع طعنا لدى اللجنة الولائية لدراسة الطعون، وبعد فترة طويلة جاءه الفرج، حيث أنصفته اللجنة بعد أن تأكدت من حالته المزرية وتم إدراج إسمه ضمن قائمة المستفيدين بعد أن تم إسقاط 23 استفادة قيل أنها غير مستحقة، وابتهجت عائلته وتنفست الصعداء أخيرا، لكن سرعان ما انقلبت فرحتها إلى غُمّة، لأن آخرقين استكثروا عليها تلك الفرحة ورتبوا لها مكيدة من أغرب المكائد التي عرفتها الولاية، فحين تقدم رب العائلة لاستلام مفاتيح السكن السعيد تفاجأ بأنهم منحوه سكنا من غرفتين فقط وهو ما لا يمكن اعتباره سكنا بالنسبة له لكون عائلته تتكون من عشرة أفراد (ستة أبناء والوالدين علاوة على الجدّة والعمة) وهو ما أدهشه واستغرب له لكون أغلبية المستفيدين استفادوا من سكن من ثلاث غرف رغم أنهم يكفلون أسرا قليلة الأفراد مقارنة بوضعه، فعاد مجددا لدوامة المساعي لشرح وضعيته، لكن هذه المرة اكتشف ما وصفها بمؤامرة خبيثة هدفها إفساد فرحته والإنتقام منه من قبل أطراف رفضت منحه السكن الإجتماعي كما قال، في حين تقدم إلى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري للإستفسار، فكشفوا له أن الشهادة العالية التي قدمها في ملفه تضم طفلين فقط، وهو ما أذهله وأصابه بالدوخة لكونه متأكدا أنه مازال أبا لستة أبناء وهم جميعا أحياء يُرزقون علاوة على زوجته ووالدته وأخته، واستظهر لهم نسخة من الشهادة العائلية التي كان قد دفعها في ملفه، ليتبين أنه تم استبدالها بأخرى بفعلة فاعل وتم تزوير شهادته العائلية وأقدم المزور على محو أربعة من أبنائه من الحياة، وترك له ولدين فقط، ليستفيد من غرفتين فقط. المواطن الضحية وبعد أن استيقظ من وقع الصدمة رفع تظلما لكل السلطات (حصلت الشروق اليومي على نسخة منه) كما لجأ لوكيل الجمهورية بمحكمة شلغوم العيد مسجلا شكوى بما حصل له وناشد الجهات الوصية إنصافه باستدراك الأمر ومنحه سكنا لائقا بعشرة أفراد، لأنه يستحيل عليه الإنتقال إلى الشقة الصغيرة التي منحوه إياها، كما أصر على السعي لكشف من حاك له هذه المكيدة وتجرأ على تزوير شهادته العائلية وقتل أربعة من أبنائه هم على قيد الحياة.