في حياتي، طفت في أقطار إسلامية كثيرة، ورأيت سطوة العرف في موضوع تعدد الزوجات أقوى مئة مرة من سطوة الشرع، وكنت حين أوازن بين الشرع والعرف، أشعر بغصّة، ولا أطمئنّ إلى مستقبل الطهر والعفاف في بلاد المسلمين، ولا أشك في سوء العاقبة. * وقد أعياني الحديث مع لفيف من الناس، مازال يرى تعدد الزوجات شيئا يقصم الظهور، ويستدعي التريث والإرجاء، مع أن الذي يقع الآن في صمت كنتائج عكسية، يندى له الجبين، ولا يقبله دين . وقد راقبت بعض الحالات، فوجدت أغلبها واقع في الحرام، مع أن العقل والنقل يتطابقان في هذا الموضوع على إبراز التعدد كحل فيه الكثير من المعروف والقليل من المنكر . قولوا لي بربكم، ماذا يفعل رجل مؤمن، يخاف الله، حين لا يجد طريقا إلى التعدد، الذي يضطره إليه سبب من الأسباب، حتى وإن كان سببا جنسيا بحتا؟ أوَليس من السفاهة أن تقول امرأة لزوجها : افعل ما تشاء إلا أن تتزوج امرأة أخرى؟ ! كم عدد الرجال الذين يخونون زوجاتهم تحت هذا الشعار سرّا وعلانية؟ أليس هذا تعطيل لنص قرآني قطعي، وشذوذ عن قاعدة معروفة؟ صحيح أننا ضد تحول الرجال إلى حيوانات كاسحة، وتحوّل النساء إلى وسيلة متعة وحسب، أو إلى آلات لإنتاج الأولاد وكفى، لكن من يتحمّل وزر الانحراف والأخلاق المقبوحة الناتجة عن غلق باب التعدد وفتح باب التبدد؟ أليس التعدد بمعناه الديني، هو عبادة إذا كان الهدف منه إحصان النفس والمجتمع؟ .