جد وهزل.. تدريبات شاقة وترفيه، هذه يوميات شبيبة القبائل منذ حلولها بالقاهرة المصرية يوم الأربعاء الماضي وطيلة الأيام الخمسة التي يقضيها هناك. * يوميات مميزة وستبقى تاريخية لتزامنها مع شهر رمضان الفضيل في ظل الحساسية الكبيرة في العلاقات الجزائرية المصرية، حيث رافقتهم الشروق منذ وصولهم الى القاهرة يوم الأربعاء الماضي الى غاية مغادرتهم التراب المصري عشية الإثنين، وتابعت أدق تفاصيل الفريق الذي يتحلى لاعبوه بانضباط كبير. * * اللهم إني صائم.. يرددها الجميع * * يبدأ لاعبو شبيبة القبائل يومياتهم بكلمة "اللهم إني صائم" فهي تعكس صورة المسلم الذي يحاول الحفاظ على أداء فريضة الصيام في ظروف مختلفة، طالما أنهم أصروا على الصيام رغم أنه أجيز لهم الإفطار وهم على سفر. * فبعد يوم شاق وتدريبات مجهدة تمتد إلى ساعة متأخرة، يكون من الضروري جدا لتشكيلة السويسري ألان غيغر أن تأخذ قسطا من الراحة والاستيقاظ في ساعة متأخرة، ويصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى الاستيقاظ مع موعد صلاة الظهر. * يقول علي ريال للشروق: "لقد شعرت بالإرهاق، لم أتمكن من الاستيقاظ مثلما كنت آمل، إذ صحوت مع موعد صلاة الجمعة من شدة التدريبات التي أجريناها" * ولم يكن بإمكان عناصر الشبيبة أداء صلاة الجمعة خارج الفندق مثلما كانوا يأملون، ليجدوا أنفسهم مرغمين على الصلاة بالفندق. * * "الفايسبوك" يقضي على روتين الكناري * * وطالما أن الحصار المفروض على اللاعبين من طرف الأمن المصري في محاولة لتأمين تواجدهم بالقاهرة وخشية تعرضهم للاعتداءات فإن اللاعبين يلازمون غرفهم في الفندق وهو مازاد من الروتين. * ولم يجد اللاعبون من وسلية للترفيه سوى الانترنت، لكن الغريب في الأمر أن اغلب لاعبي الشبيبة يطلعون باستمرار على موقع "الفايسبوك"، وهو ما وقف عليه صحفيو الشروق أثناء تجولهم بين غرف اللاعبين المتواجدة في الطابق الخامس من فندق الميريديان هيليو بوليس المتواجد قرب مطار القاهرة الدولي. * وتختلف وسائل الترفيه من لاعب لآخر، لكن الجميع يتفق على موعد واحد وهو موعد الإفطار، بل قبله بعشرات الدقائق، إذ يفضلون الخروج من غرفهم في الطابق الخامس نحو بهو الفندق للحديث وانتظار أذان المغرب. * * وجبات مصرية وعادات جزائرية في الإفطار * * الساعة تشير إلى السادسة والنصف أي الخامسة ونصف بالتوقيت الجزائري، دوي المدفع يصل آذان بعثة الشبيبة المقيمة في فندق الميرديان، فالمصريون لازالوا لحد الان يعتمدون على نفس التقاليد من خلال إطلاق طلقات المدفع إيذانا بحلول موعد الإفطار. * بينما يفضل رئيس شبيبة القبائل حناشي وأعضاء طاقمه الإداري تناول وجبة الإفطار رفقة الوفد الإعلامي وزبائن الفندق في مطاعم الطابق الأرضي، ويكون بقية اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني في الطابق الأول على مائدة كبيرة تلم شمل الفريق وهم يتناولون وجبة الإفطار. * لكن لاعبي الشبيبة الذين افتقدوا الأجواء الحميمية للعائلة الجزائرية يحاولون أن يعيشوا بها وفق العادات الجزائرية لكن على موائد مصرية بعيدا عن الشربة والبوراك.. لكن وفق مقاييس موحدة وهي وجبات رياضية. * ويقول الرئيس حناشي ان اللاعبين يتناولون وجبات رياضية خفيفة مثلما هو مسطر في البرنامج الذي أعده رشيد عبد الجبار والذي يراقب كل صغيرة وكبيرة قبل تناول اللاعبين وجبة الإفطار. * ويروي سعيد بلكالام مدافع الشبيبة ذلك للشروق بالقول: "في مباراة الذهاب لم نتناول سوى التمر واللبن، كي يتسنى لنا أن نكون في أفضل حال أثناء المباراة وأعتقد بأن الأمر سيتكرر هذه المرة". * * تدريبات شاقة وأجواء مرحة * * لا تستغرق وجبة الإفطار سوى دقائق معدودات، فالكثير يحاول تجنب التخمة، خاصة وأن موعد التدريبات سيكون قريبا، لذلك فهم يجتمعون ببهو الفندق أو في غرفهم لتناول القهوة والشاي بعيدا عن قلب اللوز الجزائري والتحضير للحصة التدريبية التي تحدد في التاسعة والنصف أي الثامنة ونصف بتوقيت الجزائري. * وأجرى الفريق تدريباته على ملعب الكلية الحربية وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة في تاريخ مصر في مشهد يوحي بأن هناك تحولا عسكريا، لكن الموعد أمس كان مختلفا، فالتدريبات أقيمت على الميدان الرئيسي في ملعب "ستاد القاهرة" الدولي. * وما يميز تدريبات الشبيبة هو الجدية الكبيرة التي تمتزج مع الأجواء المرحة، ما يوحي ان الفريق قدم إلى مصر وهو متحرر من كل الضغوطات. * * "الشروق" تتسلل للطابق الخامس.. وسيد علي دليلنا * * وإذا كانت بعثة الشروق قريبة جدا من اللاعبين، فإنه لم يكن من المقبول ولوج الطابق الخامس من الفندق والذي يحتضن اللاعبين والطاقم الفني، لكننا تمكنا من التسلل إليه بعد موافقة من الطاقم الإداري والمسير للنادي. * كان سيد علي بن شهرة دليلنا نحو غرف اللاعبين، فهو قريب جدا منهم، لذلك لم يكن من المحرج أن تلج غرفة أي لاعب في زيارة مفاجئة ونطلع عن تفاصيل دقيقة من يومياتهم في الغرفة، فالبداية كانت من الغرفة رقم 538، حيث يقيم الثنائي يحيى شريف وسعد تجار، حيث أصر شقيق رئيس الشبيبة صالح حناشي الذي جاء خصيصا لمتابعة المباراة أن يشاركنا في المغامرة. * يفضل يحيى شريف متابعة التلفزيون كثيرا، ولذلك لم يكن غريبا أن نفاجئه وهو يشاهد إحدى المباريات المعادة على قناة الجزيرة الرياضية، بينما ظل سعد تجار يستمع لموسيقى هادئة تنبعث من الكومبيوتر الشخصي. * * مصحف في كل غرفة والقرآن في كل مكان * * والملاحظ أثناء جولتنا بين غرف اللاعبين هو انه لا تخلو أية غرف من المصحف الشريف، إذ انك تلمح ذلك في مختلف زوايا غرفهم، فهم يحاولون استغلال أوقات الفراغ في التلاوة وكسب الحسنات. * وفجأة دخلنا الغرفة رقم 534 ليستقبلنا اللاعب السابق لاتحاد الحراش نايلي وهو يحمل المصحف الشريف، كان يشعر بالحرج الشديد حينما طلبنا منه اخذ صور قائلا: "من فضلكم لا أود ذلك" قبل أن يستسلم لإلحاحنا. * وفي سيناريو مشابه ولجنا غرفة أخرى محاذية هي للاعبين سعيد بلكالام والحارس برفان، وبعد أن طرقنا الباب ظهر علينا برفان بقميص، وحينما سألناه عن سر ارتدائه هذا الزي، قال بأنه كان يتأهب لصلاة العشاء. * وفي غرفة أخرى، حيث يقيم المدافع المالي ادريسا كوليبالي، صادفنا حمله لتفسير معاني القرءان باللغة الفرنسية، حيث بدا سعيدا بذلك، خاصة وهو يتلقى دعوة للالتحاق بالمنتخب المالي الذي سيلعب يوم الرابع من سبتمبر لقاء الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم أمام جزر الرأس الأخضر، ويديره الحكم الجزائري محمد بنوزة. * * النكت تصنع الحدث ودويشر هاوي ألعاب التسلية * * ويبدو أن الوافد الجديد يونس سفيان أقل اللاعبين تركيزا، فهو معفى من المباراة، لكن يحاول أن يرفع من معنويات لاعبيه من خلال النكت والمرح، لذلك فهو يزور غرفة زميليه سعيدي وبرشيش. * في المقابل يفضل اوصالح أن يمد النصائح للاعب المستقدم حديثا العرفي، بينما يقيم شريف الوزاني مع زيتي، والحارس مزاري رفقة أقدم لاعبي الشبيبة دويشر لعمارة. * ويبقى دويشر لعمارة وفيا لهوايته وعادته، إذ لا يلبث ان يستغل الفرصة لممارسة هوايته في لعب الكلمات السهمية والمتقاطعة. * * غرفة "قيو" مزار لجميع اللاعبين * * وتعد غرفة رشيد عبد الجبار مزارا لكل اللاعبين، سواء للعلاقات الجيدة التي تربطه باللاعبين أو لأن كل لاعب يجد نفسه مرغما على دخول هذه الغرفة التي تتوفر على تجهيزات طبية للعلاج أو لأخذ استشارات. * بينما يفضل مسؤول العتاد سمير، التجول بين الغرف لتلبية حاجة اللاعبين، بل إن جولتنا توافقت مع منحه مجموعة قبعات احضرها ممول الفريق "جي سي بي". * الشيء المؤكد حسب الرئيس حناشي أن الأجواء في الشبيبة تبعث على الارتياح خاصة في هذا الشهر الكريم واللاعبون جاهزون للعودة بنتيجة ايجابية من القاهرة والتأهل إلى نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية.