ربما قامت أعذار تخفف المؤاخذة عن آبائنا وأجدادنا في غلظة تعاملهم مع المرأة وإهانتهم عن قصد أو عن غير قصد، لكن تحت أي عذر يستمر مثل هذا التعامل المقبوح، وتستمر النظرة إلى المرأة على أنها نصف إنسان، ليس لها ما للرجل من حقوق؟ * ليس هناك أي عذر للمتحدث باسم الإسلام، أن ينحرف يمينا أو شمالا في نقل وضع المرأة المسلمة كما رسمه القرآن، وأوضحته السنة ليس له أي عذر في القول إن المرأة المسلمة، سجينة في البيت ولا تخرج إلا ثلاث مرات، من بطن أمها إلى الدنيا، ومن دار أبيها إلى الزوج، ومن دار زوجها إلى القبر !! سمعت الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله يردد هذا القول، وتساءلت : تحت أي ضغط وقع هذا الداعية ليقول ما قال؟ وأي وظيفة للمرأة إذا عزلناها عن العلم والعبادة والدعوة وشؤون المسلمين؟ ترى لو أخذ اليهود بمثل هذا القول السخيف، هل كانت امرأتهم " غولدا مايير " تستطيع أن تقود الحرب ضد العرب وتنتصر عليهم؟ إن التأسي بعصر النبوة عبادة، وقد كانت المرأة في هذا العصر الكريم تغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وتخدم الجيش، وتخرج للصلوات الجامعة خمس مرات في اليوم، ولعلها كانت تخرج لحوائجها في الأسواق. ولن تكمل حياة الأمة إلا بحياة شطريها، الرجل والمرأة.