لا أفرق بين حضور صلاة التراويح في رمضان، وبين التحضير لتكريم عالم أو عظيم على النحو الذي دأبت عليه إدارة جريدة الشروق في هذا الشهر الفضيل، وأحسب أن لكلا العملين أجر وثواب وإن تفاوتت مراتبهما على مستوى الشكل ليس إلاّ. * وكيف لا يعتبر هذا النوع من التكريم عبادة، إذا كان الغرض هو ذكر محاسن موتانا، والثناء على من خدموا الأمة والدين، أو كانوا قاعدة لانتصارهما في وقت من الأوقات . لقد ألف الأوربيون في "نابليون" أكثر من مئة كتاب، ومازالوا يصفونه بالعبقري المهيب، رغم أنه كان رجل حرب وحب، وكان من الناحية الأخلاقية ساقطا إلى أبعد حد، فلماذا لانكرم نحن كبارنا وعظماءنا، وقد تركوا لنا من المواريث الحية وفي كل ميدان، ما يفوق ميراث "نابليون" بمراحل؟ أم أننا قوم متخصصون في طي محاسن الرجال بعد موتهم، وما أفاء الله عليهم من محامد، وما قدموا لنا من خيرات؟ المصيبة أن تسمع بعض الذراري، وهو لا يؤتمن على كتابة جملة مفيدة، يقول عن الرجولات السامقة في الفكر والفقه والخلق "هم رجال ونحن رجال"، وتحت هذا العنوان: يجيز لنفسه نبش القبور وانتقاص أصحابها، وهو العنوان ذاته الذي أحل به المتطرفون دم العلماء وأغراهم بقتلهم جهرة واغتيالا . واصلوا يا عمال الشروق ( إدارة وصحافيين ) تكريم العلماء، فإنكم والله في عبادة مأجورة .