بضرورة تحرك السلطات العليا في البلاد لسن قانون جديد يقضي بتغيير كل الألقاب والأسماء الاستعمارية التي أطلقها الفرنسيون على العائلات الجزائرية إبان الاحتلال والتي كان الهدف منها إذلال الجزائريين والعمل على مسخ هويتهم وفصلها عن أصولها العربية والاسلامية. سمير مخربش طالب أستاذ التاريخ الدكتور مختار فيلالي خلال مداخلته بملتقى محمد الأمين بداغين بالعلمة وأعطى الدكتور أمثلة على ذلك كلقب حلوفي وجحيش والخامج وحمار ومخربش والعايب ولعور... وغيرها من الألقاب التي لازالت متداولة إلى يومنا هذا، في الوقت الذي يجهل الكثير بأن لها جذور استعمارية لم تخضع أبدا للعفوية، بل ذهب الكولون إلى أبعد من ذلك وقاموا حتى بتغيير الألقاب بين الإخوة فأطلقت عليهم أسماء مختلفة رغم انتمائهم لنفس العائلة والهدف من العملية طبعا التفريق بين الجزائريين بفصل الأحفاد عن أجدادهم. وهي القضية التي تبقى في نظر المشاركين في الملتقى حساسة وجديرة بالطرح على البرلمان بغرفتيه من أجل سنّ تشريع يلغي كل الألقاب المشوهة ويعيد الاعتبار للعائلات المتضررة من هذه العملية الاستعمارية. للإشارة، ملتقى محمد الأمين دباغين كان محطة لمناقشة مختلف القضايا التاريخية ابتداءً من المقاومات المسلحة المعزولة مرورا بالمقاومة السياسية، ثم الثورة التحريرية الكبرى وكان ذلك بمشاركة أساتذة مختصين. وقد كان اللقاء فرصة لاقتراح إنشاء مؤسسة محمد الأمين دباغين تهتم بكل القضايا التاريخية والوطنية، كما تم بالمناسبة تكريم باحثين عالميين معترف بهما دوليا ويتعلق الأمر بكل من باحث الرياضيات الدكتور عباوي كريم من جامعة سطيف وكذا البروفيسور حمدي شريف من مستشفى سطيف والاثنان لهما أبحاث تكتسي صبغة عالمية. والجدير بالذكر، أن الملتقى كان من تنظيم تجار المدينة المنضوين تحت لواء جمعية المنتدى لتجار العلمة الذين نجحوا الى حد بعيد في نقل الانشغال من المسائل التجارية إلى القضايا الوطنية والعلمية. ويذكر أن الرئيس الراحل هواري بومدين بمجرد أن تسلم مقاليد الحكم حتى سنّ قانونا سلسا لأجل تغيير الألقاب لمن أراد وهو واحد من أسهل القوانين في العالم.