كُشف النقاب عن قيام شركة الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية المتكاملة المصرية بتزويد جيش الاحتلال بالغذاء أثناء العدوان على غزة. وفي الفترة الأخيرة يلاحظ كل من يصل إلى أحد فروع المجمعات الغذائية التجارية الكبيرة في إسرائيل، وجود منتجات جديدة، وقد كتب على عبواتها الخارجية باللغة العربية، وهذه المنتجات تحتل مساحات كبيرة من رفوف تلك الفروع... ولم يكلف المصريون أو الإسرائيليون أنفسهم عناء إخفاء مصدر المنتجات، بل على العكس، من يدقق في المنتجات المعروضة يكتشف وبسرعة أنّها صناعة مصرية، كما أنّ هذه الشركة، بحسب موقع (العرب) في الداخل الفلسطيني، تقوم بالإعلان عن المنتجات نفسها في الفضائيات المصرية والعربية على حد سواء. فالروابط الاقتصادية بين البلدين تحميها اتفاقية الكويز، التي تمّ التوقيع عليها بين القاهرة وتل أبيب قبل خمس سنوات، التي تستورد بموجبها مصر من إسرائيل مكونات تدخل في صناعة النسيج الذي يتم إعادة تصديره بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدة من دون جمارك. كما يربط البلدان اتفاق لتصدير كميات كبيرة من الغاز المصري إلى إسرائيل، وبلغ حجم المبادلات التجارية بين مصر وإسرائيل 271 مليون دولار في العام 2008 . وكانت صحيفة مصرية قد كشفت في تحقيق لها عن قيام شركة محلية بتزويد الجيش الإسرائيلي بالمواد الغذائية بصورة منتظمة عبر معبر العوجة في أوج الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك في وقت كان فيه معبر رفح مغلقا أمام إدخال مواد الإغاثة والمساعدات الطبية للجرحى الفلسطينيين. وقالت "الأسبوع" إن أسطول شاحنات مصريا يتحرك ذهابا وإيابا على الطريق الممتد من مدينة السادات حتى معبر العوجة أقصى شرق مصر، ليسلم منتجات شركة الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية المتكاملة إلى شركة تشانل فود الإسرائيلية التي تقوم بتوريدها لجيش الاحتلال. وأبدت الصحيفة استياءها من تزويد جنود العدو بأغذية مصرية اسمها "لذة"، في الوقت الذي كانت فيه مصر كلها تنتفض حزنا على ما يحدث لغزة، والدعاة والأئمة والقساوسة يتوّجهون إلى الله بالدعوات لنصرة الأبرياء الجائعين في القطاع المحاصر. وقدمت الصحيفة تفاصيل عن الأشخاص وأرقام رخصهم ومحل سكنهم، وعن الكميات التي نقلوها والتواريخ التي ركزت فيها على أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وقرنت نقل المواد بعدد الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، وبإغلاق معبر رفح. وفي سياق هذا الخبر نبهت الصحيفة إلى أن قطاعا من المصريين، وبالذات من المطبعين مع إسرائيل اصطفوا مع الموقف الرسمي لدواع أهمها شعورهم بأن علاقاتهم بشركائهم الإسرائيليين ستتعرض للتدهور. وخصت "الأسبوع" بالذكر شركة الاتحاد الدولي التي رأت أن خوفها كان مضاعفا، أولا لأن العدوان قد أحيا الحملة الشعبية الداعية لقطع جميع العلاقات مع إسرائيل، وثانيا لشعور إدارتها بأنها ستتعرض لحملة شعبية واسعة إذا تسرب أي خبر عن قيامها بتصدير الأغذية لجيش الاحتلال. واستغربت الصحيفة أن تبقى هذه الشركة التي تتعامل مع إسرائيل منذ فترة ليست بالقصيرة بعيدا عن لوائح الشركات المطبعة، عازية ذلك إلى السرية البالغة التي تتم فيها عمليات التبادل بينها وبين عملائها في إسرائيل.