حذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية في غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع موضحة أن تقديم المساعدات في المجالين الصحي والغذائي يواجه أزمة حادة منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز إن الوضع الصحي في غزة "يزداد سوءا" بعد إصابة 2650 فلسطينيا في الاعتداءات الإسرائيلية. وفي سياق متصل لاحظ هولمز في مؤتمر صحفي تزايد ضعف التزود بالماء الصالح للشرب والطاقة والغذاء والخدمات الطبية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة. وتأتي هذه التحذيرات لتنفي الادعاءات الإسرائيلية بعدم وجود "أزمة إنسانية" في غزة عقب تلك الاعتداءات. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد صرحت في وقت سابق بأن إسرائيل "حريصة على حماية المدنيين وليست هناك أية حاجة لإقرار هدنة إنسانية لعدم وجود أزمة إنسانية" في القطاع. ومن جهته حذر برنامج الغذاء العالمي من أن قطاع غزة يعاني من "أزمة غذاء حادة" وأن ظروف العدوان الإسرائيلي الجاري تقيِد عمله الإنساني في المنطقة. وقال روبين لودج، المتحدث باسم البرنامج في مدينة القدس، في تصريح "إن المواطنين في غزة لا يحصلون على الغذاء، ولا يمكنهم مغادرة منازلهم". وفي هذا الإطار شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة قيام إسرائيل "بعمل كل ما يمكن لحماية المدنيين، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول لمحتاجيها". وأثار بان الانتباه إلى أن موظفي الأممالمتحدة، ومنهم موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وباقي المنظمات الدولية، يجابهون "أخطارا جمة خلال قيامهم بعملهم للوصول للمحتاجين من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة". وفي هذا الإطار أكدت الأونروا أنها تكافح من أجل الإبقاء على خدماتها في قطاع غزة، في ظل الأوضاع الراهنة مطالبة الجانب الإسرائيلي بالسماح بإدخال كميات كبيرة من القمح عبر معبر المنطار. وأشارت إلى أنها فتحت سبعة مراكز إيواء في مختلف أنحاء القطاع، تضم أربعة آلاف فلسطيني من المتضررين من العدوان الإسرائيلي. وأكد مكتب ماكسويل غيلارد منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن التنقل داخل قطاع غزة يشكل تحديا خطيرا، كما يواجه العاملون في المجال الطبي صعوبات متزايدة في الوصول إلى المصابين، إلى درجة قتل عدد منهم أثناء قيامهم بعملهم. ومن جهته ناشد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة الجهات الدولية المعنية بتزويد المستشفى بثلاجات للموتى، نظرا لاكتظاظ الثلاجات الموجودة لديهم بجثث الشهداء. ونقل عن مدير المجمع الدكتور حسين عاشور قوله إن ثلاجات الموتى الموجودة لديهم قد امتلأت، وإنهم الآن يضعون الجثث في باحة الغرفة المخصصة لهذه الثلاجة، محذرا من تحلل هذه الجثث إذا طالت مدة وجودها خارج الثلاجات.