عقدة الهزيمة التي مني بها جيش العدو في بنت جبيل ما زالت تتفاعل فالنصر المبين الذي حققته المقاومة لم يكن في تكبيد العدو خسائر فادحة بالعتيد والعتاد فحسب انما في اخراج الكتيبة رقم واحد وخمسين من لواء غولاني من ارض المعركة نهائيا وهي الكتيبة التي تلقت الضربة القاصمة حيث فقد افراد هذه الكتيبة القدرة على القتال بسبب انهيارهم المعنوي لذا فان العدو لجأ مضطرا لشبه وقف لاطلاق النار. العدو يضطر لاخراج الكتيبة 51 من لواء غولاني من ارض المعركة المنار ذكرت صحيفة هارتس بعد معارك يوم الاربعاء وبعد وقوع تسعة قتلى في صفوف الجنود فان الجيش يتخذ مواقع جديدة ويستغل الهدوء لينظم صفوفه من جديد فيما وصف بعض الضباط والجنود الذين شاركوا في معركة بنت جبيل مدى ضراوة المعركة هناك الى حد اعتبار جميع المعارك التي خاضها الجيش الاسرائيلي سابقا سخيفة امام معركة بنت جبيل . وقال ضابط شارك في معارك بنت جبيل "القتال يتركز في مناطق وعرة حيث واجهتنا الكثير من مجموعات حزب الله وكلما حاولنا التقدم كنا نصاب من عدة جهات حيث كان هناك مجموعات تستطيع ضرب الاليات والقوات الموجودة على الارض واغلب الاصابات كانت في دبابات . وفي جديد الخلافات المتصاعدة في كيان العدو برز خلاف بين كل من رئيس الموساد مئير دغان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين اثناء جلسة حكومة العدو المصغرة وتمحور الخلاف حول حجم الضرر الذي الحقه الجيش الاسرائيلي بحزب الله ففي حين يرى دغان ان حزب الله يستطيع الاستمرار بالقتال بنفس المستوى الحالي لفترة طويلة خالفة رئيس الاستخبارات العسكرية بالادعاء ان حزب الله تعرض لاضرار كبيرة الا ان الجهازين بحسب صحيفة هارتس اتفقا ان القيادة والسيطرة لا تزال قائمة لدى حزب الله وانه يمتلك الكثير من الصواريخ بعيدة المدى التي لم يستخدمها حتى الان وبسبب الخلافات الحادة بين القادة الصهاينة اقترح نائب رئيس حكومة العدو شمعون بيريز اما ان تقرر اسرائيل وقف اطلاق النار واجراء مفاوضات لاعادة الجنود واما الذهاب الى الحرب واستخدام كل القوة . رئيس حزب ياحد الصهيوني يوسي بيلين قال: "المعركة قد تكون طويلة جدا ولسنا معنيين بذلك فللمرة الاولى تنكشف جبهتنا الداخلية كحيفا ومدن كبيرة جدا لاطلاق الصواريخ ولم تسبب لنا اي دولة بامر كهذا لذا علينا عدم اطالة امد المعركة". المحلل السياسي رفيف دروكر قال : " هناك توتر وتباين بين اولمرت وقيادة الجيش وهناك عدم رضا ابداه مقربي اولمرت من ما سوقه الجيش بداية حول الخطط العسكرية ". اما الباحث في شؤون الارهاب في تلفزيون العدو ايلي ترمون فقال : " عدم ضعف حزب الله كان متوقعا مع ثلاثة عشر الف صاوخ وهم يجلسون في حصون مبنية بشكل قوي وهم مدربون كما في الكتائب والسرايا واعتقد ان القصف لم يكن مجديا والكثير من اللبنانيين سينضمون الى حزب الله". صحيفة هارتس علقت بان الجولة الاولى من الحرب في لبنان انتهت بالفشل فرغم معرفة اسرائيل بخطر حزب الله وصواريخه فان احدا لم يتنبأ او يقدر قبل الحرب انه في نهاية اسبوعين من المعارك سيبقى مستوطنتي حيفا وشمالها في الملاجيء وعزت الصحيفة هذا الامر الى الايمان الاسرائيلي بوجود حل مضمون حيث يتبين من تصريحات رئيس الحكومة والحرب الاسرائيليين انه كان هناك افتراضا موثوقا به من ان الجيش كان سيوجه ضربة قاسية لحزب الله وان النصر سيكون مضمونا واضافت هارتس انه رغم ما اعتمدت عليه اسرائيل من دعم اميركي الى ابعد الحدود والضربات الواسعة التي وجهها سلاح الجو لحزب الله فان الحزب لم يخضع فحسب انما قام بهجوم مضاد قاسي ومؤثر .