قصفت قناة نسمة التونسية، ليلة السبت، الموافق لثاني أيام الفلتان الأمني الذي تعيشه البلاد عقب سقوط نظام بن علي, آذان مشاهديها ببث كلام بذيء، يصنف في الشارع العربي على أنه من درجة النابي جدا
* وقدمت بذلك القناة التي تعرف نفسها بقناة "المغرب الكبير", والعائلة المغاربية، صورة هي الأكثر إمعانا في الانحلال من كل صوره التي درجت على ممارستها منذ انطلاقها. * وتفوه بعض الشباب من المشاركين في برنامج حواري خاص بما تعيشه تونس من أحداث استثنائية، وعلى الهواء مباشرة، بكلمات نابية في معرض حديثهم عما آلت إليه البلاد من انعتاق، بفضل تحرك الشبيبة وتكسيرها حاجز خوف طالما كتم على أنفاس التونسيين، والدور الكبير الذي لعبته في ذلك الأنترنت والشبكات الاجتماعية، رغم أساليب الرقابة والحجب التي كانت تمارسها السلطات حسبهم لمنع المواطنين من الوصول إلى مواقع تراها الدولة البوليسية ضارة بأمنها. * وشارك في البرنامج، فضلا عن منشطته، أساتذة وشباب انقسموا بين مغني راب، وخبراء أنترنت، ومدونين، ومنهم من لم يجد حرجا في التفوه بكلمات نابية تصنف في خانة أقذر أنواع السباب، أمام ملايين العائلات التونسية، وحتى المغاربية والعربية التي كانت تشاهد التلفزيون لمتابعة آخر تطورات انتفاضة الشعب التونسي. * وتكرر الكلام البذيء، بشكل صادم, وباعث على الدهشة، أكثر من مرة خلال عمر البرنامج, وتحول الأخير على خلفية ذلك إلى ما يشبه جلسة حميمة في ملهى بين رفقاء خلعوا عِذارهُم دون استحياء، واستمر البرنامج بشكل عادي وتواصلت النقاشات "المتحررة" كأن لم يحدث شيء. * وصدمت قناة نسمة المشاهدين أكثر، حين أعادت بث البرنامج في ساعة متأخرة من الليل، لكن دون أن تكلف نفسها عناء حذف مقاطع الكلام النابي الذي بثته أول الأمر على المباشر، بل أكثر من ذلك أذاعت مشاهد لا تبث عادة من تلك التي تجري في الكواليس حين الانتقال إلى فاصل إشهاري، وظهر فيها أستاذ جامعي يردد الكلمة الفلانية البذيئة لافتا انتباه مشاركين إلى أنهما تفوها بها. * ويبعث ما أقدمت عليه القناة ليس فقط على سخط الجماهير، وضرورة تنبه العائلات إلى القذائف الأخلاقية التي قد تقصف حياءها بشكل مباغت، لكن أيضا على التساؤل بجدية، حول ما إذا كان ذلك حالة انفلات تدخل في سياق الفلتان العام الذي تعيشه تونس المنتفضة، أم رفعا لسقف التحرر من أخلاق العائلة في المغرب العربي الذي تصر القناة على أنه "الMaghreb الكبير", وليس المغرب العربي.