سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير المجاهدين: محتشدات الاستعمار مأساة موروثة وجزء من الذاكرة يجب التأريخ لها أشار إلى مشاكل النازحين، اللاجئين، المرحلين، قاطني الأكواخ غداة الأستقلال
المستعمر وضع الجزائر كلها في محتشد بإقامة أسلاك مكهربة وملغمة على طول الحدود طالب وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، الخميس، من المؤرخين والباحثين بضرورة دراسة المحتشدات الاستعمارية وتسليط الضوء عليها، حتى تحتفظ بها الذاكرة الوطنية، مشيرا إلى أن تاريخ الجزائر "لا يزال مادة خام ولم يكتب منه إلا القليل". * وأوضح شريف عباس، في رده على سؤال للنائب علي إبراهيمي، حول وضعية المحتشدات وإهمالها كبعد تاريخي، في جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني،"انه لا يوجد في أدبيات تاريخ الجزائر المستقلة تاريخ رسمي وآخر غير ذلك" لأن تاريخ الجزائر "كتب بدم ملايين الشهداء وبلغة واضحة لا تقبل التأويل والمغالطات أو بعض القراءات"، وأكد أن كتابة تاريخ الجزائر "مطلب شرعي و تاريخي" لتمكين الناشئة من الإطلاع على التاريخ الوطني . * وأكد الوزير أن مأساة المحتشدات كانت دائما لصيقة بمعاناة الشعب الجزائري التي تحتفظ بها الذاكرة الوطنية وتناولتها كتب التاريخ على قلتها وسردتها شهادات مع عايشوا تلك المعاناة . * وشرح شريف عباس مطولا مأساة المحتشدات في الجزائر، مشيرا إلى أن السياسة الاستعمارية تأسست على الميز العنصري وإبعاد الجزائريين من أراضيهم الخصبة وتهجير أصحابها إلى أراض جافة والاستيلاء عليها وحملهم على السكن في مجمعات سكانية تفتقد إلى أبسط الشروط الإنسانية بعيدا عن تواجد الأوربيين وإقامتهم. * وذكر وزير المجاهدين أن السلطات الاستعمارية أقامت هذه المحتشدات بهدف فصل الشعب الجزائري عن ثورة التحرير المباركة، وتعتبر من بين سياسات المكر التي وظفت من أجل القضاء على الثورة وقهر إرادة المقاومة عند الشعب الجزائري، غير أن السلطات الاستعمارية أدركت أن الثورة أخذت طابعا شعبيا ووجدانيا لا تقوى عليها أية حواجز . * وأكد محمد شريف عباس أن هذه المحتشدات والمعتقلات تحولت إلى أرض خصبة ترسخ الرأي الوطن، وتشد أزر المناضلين والثوار، وتعزز الفكر التحرري، مضيفا أن عدد المحتشدات لم يلبت يزداد بالموازاة مع انتشار الثورة التحريرية واتساع عملياتها، ولم يتوان المستعمر في وضع الجزائر كلها في محتشد من خلال إقامة أسلاك مكهربة وملغمة على طول الحدود الشرقية والغربية . * وقال الوزير إن الجزائر ورثت بعد الاستقلال مخلفات استعمارية ل 130 سنة من الاحتلال، منها مأساة النازحين واللاجئين والمرحلين وقاطني الأكواخ والمحتشدات. واتخذت الدولة الجزائرية كل التدابير الضرورية لصيانة كرامة الأسر الجزائرية والمواطنين بصفة عامة، وأضاف أن ما قامت به الدولة لصالح القاطنين بالمحتشدات غداة الاستقلال "لم يكن على سبيل التعويض، لكن في إطار مقتضيات تدابير الدولة (...) ورفع التحديات لتلك المرحلة العصيبة لقهر الفقر والجوع والحرمان ومحو آثار الاستعمار المادية".