هددت سوريا بغلق حدودها مع لبنان في حالة نشر قوات دولية بها، وتزامن التهديد مع نشر الجيش اللبناني قواته بطول تلك الحدود شمالا وشمال شرق البلاد. وكالات وأعلن وزير الخارجية الفنلندي "أركي تيوميويا" أن نظيره السوري وليد المعلم هدد بأن بلاده ستغلق حدودها مع لبنان إذا انتشرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على تلك الحدود. وقال تيوميويا بعد اجتماعه مع المعلم في هلسنكي: "هم لا يريدون ذلك حقا، وأعلنوا أنهم سيغلقون حدودهم إذا حدث ذلك". واعتبر في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس أن عملية إغلاق الحدود من شأنها أن يكون لها نتائج سلبية على قاطني تلك المنطقة. الأسد يعارض ومن جانبه، أبدى الرئيس السوري بشار الأسد معارضته لنشر قوات دولية على طول حدود لبنان مع سوريا، معتبرا أن ذلك "تدخل في استقلال لبنان، وموقف عدائي". وأوضح الأسد في مقابلة أجراها معه تلفزيون دبي الثلاثاء 22-8-2006 وعرضتها القناة اليوم الأربعاء أن بلاده لن تقدم حاليًّا على ترسيم الحدود في مزارع شبعا التي يقول لبنان وسوريا: إنها أراض لبنانية، وتقول الأممالمتحدة وإسرائيل إنها أراض سورية محتلة منذ عام 1967. وقال: "لا ترسيم للحدود في مزارع شبعا قبل خروج القوات الإسرائيلية منها"، مؤكدًا أن هناك فرصة للسلام، لكن الوقت يضيق، معتبرًا أن "الجيل الحالي هو آخر أجيال السلام". وتأتي تصريحات الأسد في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي "فيليب دوست بلازي" التي أعلن فيها إصرار بلاده على نشر قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في لبنان المعروفة باسم (يونيفيل) على طول الحدود اللبنانية. وقال بلازي للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي "قوات يونيفيل المعززة ستكون أمامها مهمتان": الأولى هي تمكين الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب، ومن ناحية أخرى تأمين حظر السلاح على طول حدود لبنان. وأضاف قائلا: "أكرر على طول الحدود". وتزامن ذلك مع اشتراط إسرائيل نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية بدعوى ضمان منع تهريب الأسلحة لحزب الله؛ لرفع الحصار الجوي والبحري على لبنان. ودعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى العمل سريعا لنشر قوات دولية في لبنان، محذرة من أن الوضع "متفجر" في تلك المنطقة. وأضافت عقب إجرائها مباحثات مع مسئولين فرنسيين في باريس أن الوقت ينفد بالنسبة لقرار الأممالمتحدة الخاص بوقف إطلاق النار في لبنان. وقالت: "إن الوقت لا يمضي في صالح هؤلاء الذين يريدون أن يروا القرار الدولي ينفذ". وأضافت "نحن الآن في أكثر الأوضاع حساسية وانفجارا". جيش لبنان على حدود سوريا تأتي هذه التطورات في الوقت الذي انتشرت فيه قوات لبنانية بطول الحدود السورية، بحسب ما أعلنته مصادر عسكرية لبنانية لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم الأربعاء. وقالت المصادر: "إن العديد من الألوية انتشرت على كافة نقاط العبور على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الشمال وحتى منطقة رشاية شمال شرق لبنان على الحدود مع سوريا". وأوضحت المصادر أن عملية الانتشار تلك تهدف إلى منع تهريب السلاح عبر الحدود، مشيرة إلى أنه (الجيش) سيقوم بدوريات بواسطة المروحيات قريبا في المنطقة. ويتماشى نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية مع سوريا مع قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي ينص على أن يؤمن لبنان نقاط الدخول إليه لمنع عبور السلاح غير المشروع والمواد المتعلقة به. كما يسمح القرار لقوة الأممالمتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان "يونيفيل" مساعدة لبنان في هذه المهمة عند الضرورة؛ وهو الأمر الذي ترفضه سوريا. وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من لبنان عام 2000 منهية 18 عامًا من الاحتلال، لكنها أبقت على احتلالها لمزارع شبعا التي طالما شهدت مواجهات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله. جولة عنان وفي غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة الأربعاء أن الأمين العام للمنظمة الدولية أن كوفي عنان يعتزم زيارة لبنان وإسرائيل قريبا ضمن جولته التي أعلن عنها مؤخرا للشرق الأوسط والتي يحتمل أن تشمل سوريا وإيران. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوياريتش: "إن عنان سيتوجه إلى لبنان وإسرائيل بعد زيارة بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل، مشيرا إلى أن عنان سيزور أيضا الأراضي الفلسطينية وقطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن. وأكد دوياريتش على أن الهدف من وراء هذه الزيارة هو الحصول على دعم من أجل التطبيق الكامل للقرار 1701.