في هذا الحوار الجريء الذي خصّ به حمراوي حبيب شوقي المدير العام للتلفزيون الجزائري جريدة "الشروق اليومي"، كشف الكثير من الحقائق ونقاط الظل التي تكلم عنها وبكل صراحة.. وهي المرّة الأولى التي يتحدث فيها حمراوي للصحافة بقلب مفتوح، وعن أسئلة يتعلق بعضها بما يحدث داخل مبنى شارع الشهداء، وبعضها الآخر يتعلق بشخصية حمراوي نفسه، وهي أسئلة كثيرة ظلت دون إجابة لحد الآن. حاوره: سمير بوجاجة - تصوير: جعفر سعادة وقد كان الاتفاق مبدئيا أن يكون الحوار جريئا وصريحا للغاية - والشهادة لله - أن السيد حمراوي المدير العام للتلفزيون كان صريحا في إجاباته عن أسئلتنا إلى أبعد الحدود، لن نقول أكثر، لكن سنترك المجال للقارئ ليكتشف ذلك. ❊ ماذا لو نبدأ بتقديمك لكشف حساب سنوات من العمل على رأس التلفزيون الجزائري؟ ❊❊ أولا، من الأشخاص القساة على أنفسهم ومهما قدمت واشتغلت، فإن ذلك يبقى غير كاف على الإطلاق، فأنا دائم الاهتمام بنسبة عدم الرضا مهما كانت ضئيلة، لهذا لن أقول أني غير راض، لكن سأقول إنني لم أصل بعد إلى كل ما أطمح إليه في التلفزيون، لاعتبارات كثيرة أهمها أنني لا أتقن التسيير، لكن الأشياء الأساسية في نظري لتقييم هذا المنصب كباقي المناصب الرسمية، هو أني منذ توليت إدارة التلفزيون لم أخن، لم أجبن ولم أجرم. أما في المسألة المهنية بالنسبة لمؤسسة التلفزيون، فهناك نظرتان، نظرة أنه نعمل بين قوسين "شوية فولكلور سياسي" ونقول إن التلفزيون قد وصل إلى مبتغاه والسلام، ونظرة للبناء من الداخل وتحتاج إلى سنوات من الجهد، من رقمنة العتاد وتغيير الذهنيات ومحاولة في تغيير المحيط وهذا صعب جدا والأصعب حين تكون البلاد في غير استقرار دائم. التحسن في الحالة الأمنية لا يعني أن الخوف زال وأن شبح الذعر قد اختفى، صدقني الأمر ليس بالسهل، فكلما خرجت من منعطف تدخل في منعطف آخر قد يكون أخطر، وما أكثر المنعطفات من أحداث سياسية، كوارث طبيعية، تحديات ورهانات كبيرة، كل هذا يجعلنا نبني وفي نفس الوقت ندير ونسير ذهنيات وندير مجموعة كبيرة من العوامل تتحالف في بعض الأحيان لتعطي دفعا للعمل وفي أحيان كثيرة تكبحه. ❊ هل نفهم من هذا أنك تُبرئ نفسك وتقول إنك لست من يصنع نجاح التلفزيون ولا يتحمل فشله؟! ❊❊ طبعا، لا يمكن لمدير التلفزيون إنجاح أو إفشال مؤسسة بحجم التلفزيون، لكن أعترف أن من مسؤولياته أن لا يفشل التلفزيون في أداء مهامه. ❊ هل معنى هذا أن الإرادة السياسية هي التي بمقدورها أن تصنع تلفزيونا ناجحا؟ ❊❊ الإرادة السياسية شيء والعمل على رفع تحديات التكنولوجيا والتحولات في مرحلة البناء الحالية للتلفزيون شيء آخر، بالطبع فيه الإرادة السياسية والناس يقولون أنظروا ماذا تفعل القرارات السياسية بالتلفزيون، هذا لا يمكن أن أجيب عنه، فلست في موقع يسمح بذلك. ❊ إذن، ما رأيك في من يهلّلون لفترة إدارة عبدو بن زيان للتلفزيون ويصفونها بالذهبية، فهل هو فعلا من صنعها؟ ❊❊ آسف، لكن نحن الصحافيون من صنعها.. ثم أنه من يأتي بعد أحداث أكتوبر 88، مهما كان الاسم ومهما كانت مهنية هذا الشخص، لا يمكن إلا أن يكون تلفزيونا متحررا ومتنفسا ومفتوحا على كل التيارات وكذلك متفتحا على كل الانحرافات والانزلاقات! ❊ ماذا تقصد؟ ❊❊ هناك بعض الأشخاص خارج السيد عبدو بن زيان، الذي أكنّ له كل الاحترام، يريدون أن يجعلوا فترة 90 و91 وكأنها مرجع لأحسن الأشياء في الجزائر.. وأنا أقول وهذا تقييمي السياسي ورأيي الشخصي ليس كمدير للتلفزيون وإنما كوزير سابق، أن هذه الفترة بالذات عرفت أكبر الانحرافات التي مهّدت للعنف فيما بعد وللزلزال الذي حدث في الجزائر في فترة ليست دائما، كما يراها البعض، وبخاصة أصدقاءنا من اليسار وبعض المحسوبين على هذا التيار، الذي ليس هو الآخر بالضرورة ديمقراطيا، ربما لم يحن الوقت بعد لفتح ملف السنوات الأولى لما بعد أكتوبر 88، ماهي حقيقة الأحداث، من كان وراءها وماذا كانوا ينتظرون منها.. لهذا أنا أقول إن مرجعيتنا ليست فترة 90 و91، بل هي كيف نستطيع أن نذهب بالتلفزيون إلى الأمام، بكوادر متكونة بصورة جيدة وكذلك العتاد أن يكون معصرنا، بحيث يستطيع أن يجاري متطلبات العمل التلفزيوني اليوم والبحث عن فضاءات جديدة، فنحن لا نملك غير الاستديوهات التي تركها الاستعمار.. ومن ثم إعادة النظر في ملف أعباء التلفزيون الذي جاء مع بداية التسعينيات ولو قرأته الآن تكتشف أن الوقت قد تجاوزه تماما، كما تجاوز القوانين التي تسير التلفزيون وهو ما أطالب به منذ توليت إدارة التلفزيون، حتى يحدد علاقة التلفزيون بالمحيط. ❊ في هذه النقطة بالذات، أي دفتر الأعباء الخاص بالتلفزيون، لماذا في كل مرة توجه إليك انتقادات، فيما يخص التغطية المكثفة للنشاطات الحكومية والرئاسية، نعود إليها، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل هل تغطية نشاط الرئيس وهو يعبر الإقليم الجوي لأي بلد ويرسل برقية تهنئة يدخل ضمن دفتر أعباء التلفزيون، أم أنه مزايدة أو مجهود إضافي بأوامر من مدير التلفزيون؟ ❊❊ يضحك، هو داخل في دفتر الأعباء، لأن أي نشاط للرئيس وهو يعبر سماء أي دولة، سواء بالإدلاء بتصريح أو إرسال برقية، يعتبر رسالة سياسية وهو تصريح سياسي لأعلى هيئة تنفيذية في البلاد ودفتر الأعباء يفرض على الهيئة التنفيذية أن تتدخل متى تشاء وتحدد حتى المدة الزمنية لأي تغطية ودفتر الأعباء هذا هو نتاج (إخواننا الديمقراطيين) لما بعد أكتوبر 88. ❊ الكثيرون أكدوا أنه في هذه القضية بالذات، أي تغطية النشاط الرئاسي في الطائرة، مجهود من حمراوي، هو أصلا غير مطالب به. ❊❊ الكل حر فيما يقول، لكن أقول أنا رجل أعمل مع رجل وهو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ولست رجل "رجل"، قلتها سابقا قبل عبد العزيز بوتفليقة وأقولها اليوم، أنا مستعد، وفاء للرجل أن أموت من أجله، "لكن أنا مانيش شيات ومانقبلش نكون نشاف"، اكتبها هكذا حتى يفهم الإخوة من هواة الحديث في الصالونات من يكون حمراوي، أنا إنسان يملك أخلاقا وفيا مع الرجل، وسأبقى وفيا مع الرجل، صادقا مته، هذا من جهتي أنا، أما أن يكون هو راض أو غير راض، فهو رئيس الجمهورية يحق له ما لا يحق لغيره. ❊ لكن بصفتك مديرا للتلفزيون وإعلاميا متمرسا وبحكم علاقتك بالرئيس، ألا يمكن أن تناقش الأمر أو حتى على سبيل النصيحة، بأنه إعلاميا غير مقبول أو أن التركيز الشديد على النشاط الرئاسي قد يأتي بنتائج عكسية؟ ❊❊ واجب التحفظ يمنعني من أن أكشف ما أقوله في الاجتماعات الرسمية أو حتى في مراسلاتي، لكن الأمر كله يتعلق بنمط أي هيئة في تسيير الخبر السياسي هو "ستيل" خاص ولا أستطيع أن أملي على أي شخص أو هيئة كيف تتعامل مع الحدث أو التغطية الإعلامية وقد يأتي شخص آخر بعد عشر أو عشرين سنة ويكون له نمط خاص به، تماما كما كان هناك رؤساء من قبل، كان لهم نمطا خاصا بهم في التعامل مع الإعلام، ثم أنه لا أحد ينكر أن الرئيس له نشاط مكثف ومصداقية كبيرة عند الشعب أيضا، وهو أيضا متحدث جيد. وفي هذا الإطار، أنا أقوم بواجبي وما يمليه عليّ عملي، أما القول بأن الرئيس له "كيلو" نشاط وأنا في التلفزيون أجعله "طن"، فهذا ما لا أقبله، لأنني أولا وأخيرا رجل مهنة ولا يمكن أن أتنازل إلى هذا العمل غير الأخلاقي!! أما إذا كانت هذه التغطية بهذا الشكل في صالح أو غير صالح الرئيس، فهو لديه مستشارون وديوان له حق تقييم ذلك. ❊ لكن، سبق لك أن أعلنت اختلافك مع الرئيس في موضوع فتح مجال السمعي البصري للخواص.. ❊❊ نعم، فعلت وكان ذلك في برنامج تلفزيوني مسجل ومحفوظ، وهو ما يثبت بأننا لا نتعامل مع الرئيس كامبراطور، بل كأخ كبير يسمع، قد يغضب.. يقول لا.. ويقول نعم، لهذا فأنا أسمح لنفسي بأن أقول بأنني مع فتح مجال السمعي البصري اليوم أو غدا. ❊ لكن، تصريحات مثل هذه قد تفهم بشكل آخر أو على الأقل يتم تأويلها وتنقل بشكل آخر للرئيس؟ ًًًً❊❊ والله.. الوشاة وأصحاب النميمة والناس هواة تضخيم الأشياء لدى رئيس الجمهورية، أظن أنه منذ سبع سنوات وهو يعرف وجودهم وبأنهم موجودين ومجنّدين لضرب الأوفياء من حوله.. وهو له حق التقدير، فإن رأى بعد هذا الحوار أن ينزعني من مؤسسة التلفزيون، فلن ينزع مني وفائي له.. ولا أخاف من هذه الأشياء، لأن نيتي صادقة وإرادتي طيبة ونظرتي نظرة خير.. وكما يقول المثل الشعبي عندنا: "اللي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار".. فرغم كل محاولات التضخيم والتهويل، ضدي لدى الرئيس، مازلت هنا. ❊ هذا يدفعني إلى سؤال آخر، وهو من أين يستمد حمراوي قوته في الحفاظ على منصبه، فبعد كل العواصف والانتقادات التي طالت التلفزيون لم تتأثر، بل أنك لم تتحمّل حتى عناء الرد أو الدفاع عن نفسك؟ ❊❊ يضحك، "دعاوي الخير من الوالدين" وأنا لدي مهنة حين أخرج من التلفزيون أزاول عملي الصحفي وأستمد قوتي من احترامي للناس وأخلاقي مع كل الإخوان الفاعلين في الساحة السياسية ومن ثقة الذين وضعوني على رأس التلفزيون.. أما بالنسبة للرد، فهذا ستيل "حمراوي"، فكثير من الأشياء تقال ولا تستحق الرد، لأنها لا ترقى إلى مستوى الرد، لكن هناك أشياء تمّ الرد عليها وأخرى دفعتنا إلى دخول ساحة القضاء، ثم دعنا نتكلم بصراحة في الساحة الإعلامية والسياسية الجزائرية بنوع من "التقسيطية" للأشياء، لا يوجد عمق لا في الرؤية ولا في تفسير أي مسألة سياسية معينة، أما بالنسبة للعواصف، فأتذكر أنه حين عينت وزيرا للثقافة والاتصال سنة 92 ودخلت المصعد الكهربائي، كنت أعلم أنه في يوم من الأيام سأعود وأنزل فيه وهو نفس حال مبنى شارع الشهداء، حين صعدت إلى الطابق الخامس ودخلت مكتبي كان في الاتجاه المعاكس للباب، فطلبت أن يعاد ترتيبه ليكون قبالة الباب.. حتى لا أنسى بأن هناك دائما بابا سأخرج منه في يوم من الأيام.. ثم أنا صحفي، منحت هذه الثقة وسأبقى أشتغل بوفاء وإخلاص إلى آخر دقيقة، أخطئ وأصيب، فأنا بشر، هناك أشياء أخطأت فيها وأخرى أخفقت وفشلت فيها وأنا من الناس الذين يؤمنون بأن دوام الحال من المحال. ❊ بنفس الصراحة.. في ماذا أخفق حمراوي!؟ ❊❊ في اختيار بعض "الكوادر" وأظنني ظلمتهم.. بأن منحتهم مسؤوليات كنت أرى بأنهم يستطيعون أن يحملوها أو يقدموا من خلالها شيئا، لكن مع الوقت وللأسف اتضح أنني أسأت تقديرهم، كما أنني متأسف على أنه رغم كل مجهوداتي في التكوين لم أستطع حتى اليوم، أن أحقق ذلك، كنت أتمنى أن أصل إلى أن يكون كل عامل في التلفزيون يتحدث الإنجليزية ويحسن العمل على أجهزة الإعلام الآلي، كنت أتمنى أن كل عامل يتمكن ولو مرة من مزاولة دورة تكوينية في مجال معيّن.. كما فشلت حتى الآن في إقناع الحكومات المتعاقبة حتى اليوم، على ضرورة إعادة النظر في القوانين المسيرة للتلفزيون ودفتر الأعباء والذهاب إلى مجمّع تلفزيوني.. ولننظر لأشقائنا كيف يعملون، العام الماضي المغاربة قاموا بتجميع ال "RTM" و"2M" وأنا أهنئهم على ذلك، فهم يقومون بعمل هادئ ومضمون النتائج في الدفاع بصورة ذكية على مصالح دولتهم، كما فشلت في تحسيس المحيط بضرورة العمل الجواري للتلفزيون الذي يجب أن يقترب أكثر من المواطنين. ❊ وما الذي يمنع التلفزيون من ذلك؟ ❊❊ اليوم، إذا تكلمت في التلفزيون عن "طريق"، يعتبر الوزير المعني أنك ضد الوزارة وضد حزبه، إذا تكلمت على مشاكل النقابة والعمل، يعتبر وزير القطاع المعني أنه مستهدف من طرفي، ونفس الشيء إذا تكلمت عن السكن أو الأشغال العمومية أو الأسرة وهو أمر غير معقول ولا مقبول. تصور أن هناك من يحسب كم دقيقة منحت للوزير الفلاني، بينما لم يحصل هو على نفس المدة أو كم من الوقت استغرقته التغطية المخصصة لهذا الحزب أو ذاك.. الأمر صعب جدا ولا نملك إلا التعامل معه وهذه من الأشياء التي يفشل فيها الإنسان، لأنه لا يمكن إرضاء الجميع، في انتظار أن تتغيّر الذهنيات أو تتطور. ❊ طيب، وماذا حققت؟! ❊❊ نجحنا في تسجيل دار التلفزيون في البرنامج الرئاسي، شرعنا في رقمنة العتاد التلفزيوني، كما أعدنا تطوير كل الحضيرة التقنية للتلفزيون، كما أن التلفزيون اليوم بقناتين فضائيتين تعملان بشكل شبه مستقل برمجة وإنتاجا وكذا جزأرة الإنتاج التلفزيوني، حيث كان لا يتجاوز 50٪ سنة 2000 وهو اليوم يتعدى ال 71٪ وهو شيء مهم جدا أرجع الحياة للمجال الثقافي والفني الذي كاد يندثر.. صحيح لا يمكن الحديث حاليا عن سوق للإنتاج الدرامي، فنحن لسنا في مصر أو سوريا، لكنها بداية وهذا إنجاز كبير، فنحن نقوم حاليا، بتشغيل حوالي ثلاثة آلاف شخص ما بين فنان وتقني ومؤلف.. وهو ما لم نكن نحلم به منذ سنوات قليلة، حيث كان التلفزيون يقدم مسلسلا واحدا أو اثنين في السنة.. كما زاد حضور اللغة العربية وتراجعت البرامج الغربية. ❊ وماذا عن العدد الهائل من موظفي التلفزيون، ألا ترى بأن هناك اهتماما بالكمية على حساب نوعية وكفاءة اليد العاملة؟ ❊❊ ربما كان هذا صحيح في السابق، لكن اليوم بوجود "كنال ألجيري" و"الجزائرية الثالثة"، اختلف الأمر، أما بالنسبة للكفاءة، فأنا أؤكد أننا نمتلك منها الكثير في التلفزيون، ربما هناك بعض الاختيارات غير الصائبة، لكن فيها دائما نسبة من النجاح. ❊ وماذا عن ما يشاع من تفضيل حمراوي لتوظيف الجنس الناعم داخل التلفزيون؟ ❊❊ ليكن في علمك أن نسبة النساء في التلفزيون تمثل 27٪ فقط، على عكس ما يشاع، وأنا أتمنى أن نصل إلى حدود ال 50٪، ليس لدي أي مشكل من هذه الناحية، فأنت إعلامي وتعرف، حين تقرأ أي مقال أو موضوع، لا نناقش من كتبه رجل أو امرأة، بل ننظر إلى ما هو موجود على الورق أكان جيدا أم لا. ❊ دائما في إطار موظفي التلفزيون، الحجاب صار ظاهرة عادية في الفضائيات العربية ومع ذلك لم نر أي منشطة أو مقدمة أخبار بالحجاب على التلفزيون الجزائري؟ ❊❊ أولا، أنا أرفض التصنيف على أساس المحجبة أو غير المحجبة، أرفض أن تأتي امرأة وتقول إنه يجب أن يقبل عملي وإلا سيكون ذلك بسبب حجابي أو تعلق فشلها، كونها محجبة، ثم إن التلفزيون مصدر لصناعة الجمال والإبهار، وأي منشطة يجب أن تكون مقبولة وملفتة للنظر، وأنا بالطبع ضد الإسفاف والتعري ولا أحد ينكر أن التلفزيون مازال محافظا جدا من هذه الناحية. ❊ لكن، هذا لا يمنع من وجود أمثلة تألقت وهي بالحجاب وطلّة الجزائرية خديجة بن ڤنة من خلال الجزيرة، أثبتت أن المحجبة يمكن أن تكون ناجحة في التلفزيون؟ ❊❊ لا مجال للمقارنة بين الجزيرة والتلفزيون الجزائري والزميلة خديجة بن ڤنة، صنعت نجوميتها قبل أن ترتدي الحجاب. ❊ إذن، إذا أرادت إحدى منشطات نشرة الأخبار أن ترتدي الحجاب، فهل ستستبعد؟ ❊❊ لا، لن تستبعد. ❊ لكنها لن تظهر على الشاشة؟ ❊❊ لم أقل ذلك. ❊ دعنا نعود إلى حمراوي المدير، الذي صار نجم صفحات الجرائد والأخبار التي تتداول حوله، إلى درجة جعلت منه أحد كبار أغنياء الجزائر، هل صحيح ما يشاع عن ممتلكاتك التي لا تعد ولا تحصى؟ ❊❊ (يضحك)، أعلم كل ما يقال في ظهري، وإذا كان ذلك يرضي مروّجي هذه الإشاعات، فأنا شريك لسوني وتومسون وفيليبس وحتى هوليود، وأنا شريك في اغتيال بن مهيدي حتى قبل ولادتي وبورجو ترك لي إرثه في بوشاوي.. وأنا على رأس أكبر ثروة في الجزائر. ❊ بجد، كيف تفسر أنه لا يكاد يكون هناك مشروع استثماري في البلاد، إلا وقيل إنك شريك فيه، حتى شركات الإنتاج التي يتعامل معها التلفزيون يقال إنها منكم وإليكم؟ ❊❊ أقول "الله يهدي ما خلق"، من المجنون ليصدق كل هذا. أعرف جيدا ما يدور في الصالونات السياسية وهو مؤسف بالفعل، لكن على الصحفي أن يذهب إلى مصادر الخبر ويأتي بالحقيقة، فهذه الشركات التي يقال إن لي نصيب فيها لها قانون تأسيسي موثق فيه جميع أسماء المساهمين ومع على الصحفيين، إلا الاطلاع عليها للتأكد من الموضوع.. أما بالنسبة للمشاريع الاستثمارية وأظنك تلمح لمشروع المركز التجاري بسطاوالي، فليكن في علمك أن حكايتي مع هذه المدينة قديمة باعتبار أخوالي يقطنون بها، لهذا فأنا كثير التردّد عليها وأظن السبب وراء هذه الإشاعة المقصودة كوني أمتلك قطعة أرض مساحتها 240 م2 بجانب هذا المركز وقد تحصلت عليها سنة 95، يعني لم أكن لا وزير ولا مدير.. وهي حتى الآن غير مبنية ويمكنك أخذ المصور والتقاط صور لها في أي وقت، وهواة الاصطياد في المياه العكرة يعلمون أنه لا علاقة لي بالمركز التجاري، لكنها كانت فرصة بالنسبة لهم.. وفي الغد قد تسمع أيضا، أن الشيراتون ملك لحمراوي. ❊ ما سمعناه هو كلام يدور عن عدم تطابق صفقة التلفزيون مع شركة "فوكس الجزائر" مع القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات وطبعا المستفيد الأول هو أنت؟ ❊❊ وكالعادة.. (ينهض حمراوي من مكانه) يستخرج بعض الملفات يضعها على الطاولة ويقول: هذا هو الملف الكامل لعملية تنازل التلفزيون عن الإشهار خلال شهر رمضان وفيه وصل استلام من طرف 12 شركة إعلامية منها "أفكار +" و"قروي قروي"، والوكالة الوطنية للنشر والإشهار وغيرها.. فكلهم سحبوا دفتر الشروط، ليس ذنبي إن كانت شركة "VOX" هي الوحيدة التي قدمت عرضا في هذا المجال، ثم أنا شخصيا سألت المحضر القضائي إذا كان ذلك قانونيا، فرد بالإيجاب، فقيمت عملية فتح الظرف الوحيد وكان العرض ب 60 مليار سنتيم وبما أننا في العام الماضي حققنا مبلغ 40 مليارا واتفقنا على العرض، أؤكد أن كل شيء تم بصفة قانونية، لهذا فأنا لا أهتم بمثل هذه الإشاعات. ❊ لا تهتم، ربما لأنك إنسان واثق من قوة علاقته؟ ❊❊ ماذا تقصد ❊ الكثير يتحدثون عن علاقة الصداقة الوطيدة التي تجمعك بشقيق الرئيس؟ ❊❊ وما المانع في ذلك، صداقتي بشقيق الرئيس تعود إلى ما قبل تولي السيد عبد العزيز بوتفليقة لمهامه كرئيس وهي مستمرة بعد أن أصبح مستشارا في الرئاسة، لكن هنا أؤكد أن شقيق الرئيس لم يسبق له أن تدخل في أي شيء له علاقة بالتلفزيون أو أبدى أي ملاحظة على ما يعرض فيه.. هو صديق أعتز بصداقته ولا دخل لذلك في عملي وأقول لمروّجي هذه الإشاعات ما العيب أن أكون صديق شقيق الرئيس في ماذا يزعجهم ذلك، وماذا يمنع من أن يكون لدي المال، فأنا مطلوب لإلقاء محاضرات وندوات في الخارج بخمسة وعشرة آلاف دولار وإذا كنت حتى الآن لم أدخل مشاريع استثمارية، فذلك قد يحدث غدا، وسيتم ذلك في وضح النهار، لأنه ليس لدي ما أخفيه. ❊ إذن لو أُصدرت تعليمات تطلب من مدير التلفزيون التصريح بممتلكاته، فهل سيفعل؟ ❊❊ بالطبع ودون أدنى تفكير. ❊ وكيف ستكون قائمة ممتلكاتك، طويلة أم قصيرة. ❊❊ قائمة الممتلكات العائلية ستكون طويلة، أما الخاصة، فهي قصيرة جدا.. أقصر مما تتصور.. وقد أصرح بها لك!؟.. صدقني ليس لدي أي مشكلة في التعامل مع المال، أنا من طلب من مفتشية المال العام الحضور إلى التلفزيون سنة 2003 لتقوم بعملها، لكن قالوا إنها أرسلت إلى حمراوي، لأن في الأمر "إن".. وسأطلبها هذا العام أيضا وكل شيء مدون عندهم أسود على أبيض. ❊ لكن ماذا عن أموال الإنتاج وما حدث العام الماضي، مع "بابور دزاير"؟ ❊❊ نعم كان فشلا وسوء تقدير من طرفي.. كنت أريد أن أقوم ببعث الإنتاج الوطني، مثلما حدث في مصر وبعد أن تأكدوا من خطورة الإنتاج السوري استنجدوا بنجوم السينما ومخرجيها ومادمنا نملك مخرجين سينمائيين متألقين، فلماذا لا نستغلهم، هذا ما كنت أريده، لكن للأسف الشديد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ❊ ألا تظن أنك أخطأت حين وضعت ثقتك في المنتجين وأعلنت موافقتك على الأعمال دون قراءتها!! ❊❊ أعترف بذلك، لكنني كنت أريد أن أرسي تقاليد جديدة مبنية على الثقة المتبادلة، وفي سبيل ذلك تحملت الكثير، لكن بعدما حدث العام الماضي، وضعت لجنة "قراءة" هذا العام، من أجل تفادي السقوط في أعمال هابطة.. لكن ما حدث أنهم اليوم، يتهمون هذه اللجنة بأنها تعيق الإنتاج، فما رأيك؟ * أعرف أنك مرتبط بمواعيد أخرى، فبماذا تنهي هذا الحوار؟ ** أتمنى أن أنجح في مشروع دار التلفزيون حتى تصبح أكبر مجمع إعلامي في منطقة المغرب العربي، كما أتمنى النجاح لجريدتكم، فقد كان هذا الحوار فرصة لوضع النقاط على الحروف.