رفع رابح كبير، مسؤول الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية في الخارج سابقا، جملة من الانشغالات تتعلق بتطبيق إجراءات السلم والمصالحة الوطنية لرئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، وطلب منه تبليغها لرئيس الجمهورية، باعتباره الراعي الأول لمشروع المصالحة الوطنية في البلاد. غنية قمراوي والتقى كبير، ضمن سلسلة لقاءات مع شخصيات وطنية وزعماء سياسيين، سهرة أول أمس، عبد العزيز بلخادم في لقاء مطول بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، بصفته رئيس الحكومة والأمين العام للجبهة، حيث قال كبير في اتصال مع "الشروق اليومي" إنه التقى بلخادم بوفد لوفد، وكان معه كل من عبد الكريم ولد عدة وعبد الكريم غماتي، بينما كان بلخادم محاطا بعدد من قياديي الجبهة "كان اللقاء وديا يدخل في إطار إنشاء تقليد للتشاور وتبادل الأفكار"، كما أكد أنه تمحور حول موضوع المصالحة الوطنية وتطبيق قوانينها. وفي هذا الاطار قال إن مسألة تطبيق إجراءات السلم والمصالحة تعد انشغالا أساسيا، خاصة مسألة إعادة إدماج المطرودين من العمل إلى مناصبهم، وهو إجراء حثت عليه مواد القانون، لكنه غير مطبق، وبالتالي "أكدنا مع رئيس الحكومة على أن إدماج هؤلاء في مناصبهم هو الأصل والتعويض هو الاستثناء"، كما تناول اللقاء مسألة الحريات والديمقراطية والثوابت الوطنية، وأصبحت تمثل قاسما مشتركا بين الرجلين منذ عاد مسؤول "الفيس" المحل من منفاه بألمانيا بأفكار جديدة. وعن مطالبة كبير ومن معه بالحق في المشاركة السياسية، أكد هذا الأخير "طرحنا نيتنا في ممارسة حقوقنا السياسية ولسنا مستعدين للتنازل عنها، لكن كل الامور تأتي في وقتها"، معتبرا أن الساحة السياسية تعيش ركودا وخمولا واضحين، كما كشف عن عدم استعجال بلورة أفكاره في حزب سياسي، لأن كل الخيارات محتملة، مثل الانضواء تحت أحزاب سياسية معتمدة تقاسمه نفس الاهتمام بتجسيد المصالحة الوطنية وأفكار أخرى، وقد أعطى أمثلة عن الأحزاب السياسية في دول أجنبية لاقت نفس المشاكل التي اعترضت مسار "الفيس" سابقا. أما بخصوص خلافاته مع قيادة الجبهة الإسلامية، منذ رجوعه إلى الجزائر ومناداته بأفكار جديدة، قال "لا أريد أن أرد على هذا السجال، هم كانوا موجودين باستمرار في الجزائر ولم يقترحوا جديدا"، في إشارة إلى ردود الفعل التي جاءت على لسان عباسي مدني من الدوحة بقطر وعلي بن حاج اللذان أكدا أن لا حديث عن أمور "الفيس" المحل إلا بانعقاد مؤتمر الجبهة بقياداته السابقة وهياكله الأولى. وفي رد على سؤال "الشروق اليومي" يتعلق بالتحاق عائلة كبير بألمانيا خلال الأيام الماضية وما إذا كان هذا مؤشرا لعودة وشيكة إلى ألمانيا، قال كبير "كنتم أول من أخبرتكم بأن تواجدي في الجزائر سيكون للاستطلاع، لكن لا علاقة لهذا بعودة زوجتي وابني إلى ألمانيا، لأن باقي العائلة هناك وقد حان وقت العودة إلى الدراسة لابني، فسافر مع والدته، لأن البقية هناك". أما هو، فقال إنه باق هنا في الوقت الحالي لإتمام مشاوراته وعمله من أجل ترقية المصالحة الوطنية، في انتظار لقاءات قريبة مع شخصيات وطنية وسياسية أخرى.