كثيرا هم الجزائريون الذين أصيبوا بالإيدز والتهاب الكبد الفيروسي والضغط عن طريق تحليلات طبية خاطئة، مما حول حياتهم إلى جحيم، فكم من شاب حرم من الزواج جراء حمله لفيروس قاتل، وكم من فتاة امتنعت عن الدراسة بعد إصابتها بمرض خبيث والسبب خطأ في التحاليل التي باتت تجرى في مخابر تحولت إلى عيادات تجارية لا يمثل لها المريض سوى 2600 دينار، ولا يهم بعد ذلك ما يحدث له من مضاعفات. * يضطر الجزائري إلى دفع مبلغ يتراوح بين 5000دج ومليون سنتيم لإجراء التحاليل الطبية في أكثر من مخبر، جراء الأخطاء الكارثية التي باتت تعتمدها الكثير من عيادات التحاليل الطبية التي أوهمت الكثير من المواطنين بإصابتهم بأمراض قاتلة على غرار السيدا والتهاب الكبد الفيروسي وضغط الدم، وحتى الأطفال لم يسلموا من الإصابة بالسكري وفقر الدم، والسبب خطأ في نتائج وتعريفات التحاليل، والأمثلة في هذا المجال كثيرة لشباب في مقتبل العمر تحولت حياتهم إلى جحيم بعدما أوهمتهم التحاليل أنهم مصابين بأمراض لا يصلح معها الزواج، مما أجل الكثير من الأفراح، وهذا ما دفع العديد من المقبلين على الزواج إلى الاعتماد على شهادات طبية مزورة بعدما فقدوا الثقة في العيادات الخاصة، وهذا ماجعل الأطباء يفرضون على مرضاهم الاعتماد على أكثر من مخبر لتجنب أي خطأ في تحليل الأمراض. * وفي هذا الإطار، يقول الدكتور سعيد بورابي، مختص في الأمراض الداخلية، أنه اندهش في كثير من نتائج التحاليل الطبية التي كانت تحمل دلالات خاطئة، فكم من طفل بينت نتائج التحاليل أنه مصاب بالسكري وفقر الدم عن طريق الخطأ، مما دفعه إلى طلب معاودة التحاليل في مخابر أخرى تكون محل ثقة، مؤكدا أن بعض المخابر تعتمد على تقنيات قديمة وتوظف أشخاصا ليست لهم علاقة بالمهنة أو خارج تخصصهم، حيث يقعون في أخطاء نتيجة عدم التركيز أو التفاني في العمل، كتسجيل إسم المريض بالخطأ أو غير كامل قد يؤدي إلى تشابه في الأسماء، كتابة الاسم على غطاء القارورة وليس على الواجهة، نتيجة التعامل مع أكثر من مريض في وقت واحد، عدم سحب كميات الدم المطلوبة وعدم استخدام الطريقة الصحيحة في سحب كمية الدم المراد تحليلها وتخزينها في درجة حرارة غير ملائمة، إضافة كتابة الاسم على لاصق غير محكم قابل للنزع في أي لحظة. * وكشفت مختصة في علم البيولوجيا وصاحبة مخبر لإجراء التحاليل الطبية بالعاصمة، أنه من الأحسن على المريض أن يقوم بإجراء التحاليل مرتين على الأقل لكي يتأكد من النتيجة، مشيرة إلى أن الأخطاء واردة في أي مكان وزمان بالنسبة لأي مخبر، مهما كان نوعه. كما أنه من الضروري أن يكون المخبر مهيأ وتكون التهوية فيه ملائمة لحماية عينات الدم من التلف. وأضافت ذات المتحدثة، أن هناك بعض المخابر لا تزال تستعمل تقنيات قديمة كالكتابة بالقلم الحبري، وهو ما يؤدي إلى الوقوع في الأخطاء لا محالة، في حين أن الصعب أن تحدث أخطاء في النظام الإلكتروني لأنه يتم تسجيل كل مريض باسمه ورقم تسجيله السري الذي يميزه عن البقية، وبالتالي تكون هناك دقة ونظام في عملية تسجيل الأسماء والألقاب. وفي حال وجود تشابه في الأسماء يبقى رمز التعريف الخاص هو الوسيلة الوحيدة للتفريق بين كل شخص. وأرجعت سبب الحصول على نتائج مختلفة بين كل مخبر ومخبر إلى الاستراتيجية التي يعمل بها كل مخبر والتقنية وكذا المدارس التي تخصص فيها. * وتبقى الكثير من المخابر الطبية التي تستقبل يوميا أزيد من 150 مريض هاجسا للمواطنين الذين باتوا لا يثقون فيها رغم ما يخسرون من أموال لمعاودة التحاليل لأكثر من مرة.