بات من المؤكد أن سيف الإسلام نجل معمر القذافي سيحاكم داخل ليبيا وهو ما يعني أنه يقترب تدريجيا من حبل المشنقة، على اعتبار أن أي محاكمة لنجل القذافي ستنتهي بالإعدام على أساس المكانة التي كان يتمتع بها إبان حكم والده، وهو ما أكده كل من محمود الشمام وسفير ليبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية في تصريحاتهم للشروق حيث أكدا استحالة تسليمه إلى المحكمة الدولية، مقدمين العديد من المبررات. * وزير الاعلام الليبي محمود الشمام للشروق * ليبيا لن تسلّم سيف الاسلام والاعلان عن الحكومة الجديدة ليس اليوم * أوكامبو سيزور ليبيا لرؤية سيف الاسلام والتحقيق معه ليس إلا * * أكّد وزير الإعلام بحكومة المجلس الانتقالي محمود الشمام أن ليبيا لن تسلّّم سيف الإسلام القذافي لأي جهة، مذكّرا بأنه ارتكب جرائم في حق الشعب الليبي قبل أن تصدر بحقه مذكّرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية * وقال الشمام في اتصال هاتفي مع "الشروق" إن زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مورينو أوكامبو "لا تتعلق بتسليم سيف الإسلام إلى المحكمة الجنائية، بل من أجل رؤية سيف الإسلام والتحقيق معه ليس إلا". * وبشأن ما راج عن انتقام الثوار من سيف الإسلام وقطع أصابعه الثلاثة، فنّد الشمام الخبر قائلا "ما أصاب سيف الإسلام ليس أبدا تصرفا انتقاميا من قبل الثوار، بل فقد تلك الأصابع في حادث سابق"، ولم يحدّد الشمام هذا الحادث ولا محيطه الزمني. * كما نفى المتحدّث أيضا أن يكون نجل القذافي قد عرض مقابلا بملياري دولار على الثوار نظير إطلاق سراحه، واصفا الخبر "بالإشاعات"، وأضاف أن الثوار وجدوا سيف الإسلام بالقرب من الخط الدولي برالي داكار على بعد 350 كلم من الجزائر، مرجّحا أن الرجل كان يعتزم الدخول إلى جمهورية النيجر، وكان على بعد 50 كيلومترا فقط من منطقة أوباري، حين قبض عليه ليلة أول أمس. * * * وكشف المتحدّث أن أعضاء من المجلس الانتقالي زاروا سيف الاسلام أول أمس في معتقله بالزنتان، وهم، رئيس الوزراء، نائب رئيس المكتب التنفيذي وعدد من مرافقيهم، للاطمئنان على حالته. * وصرّح الشمّام أن سيف الاسلام يتواجد لحد الآن بالزنتان في موقع اعتقال، نافيا أن ينقل في الأيام القادمة إلى العاصمة طرابلس، قائلا "كل الاراضي الليبية واحدة، وليس شرطا أن ينتقل سيف الاسلام إلى طرابلس"، ونفى أن يكون قبائل الزنتان يرفضون نقله خارج المنطقة، مضيفا "ليس لقبائل الزنتان أن يأتمروا إلا بأوامر المجلس الانتقالي، وحين يقرٍّ المجلس نقله إلى طرابلس سيتم ذلك". * وأكد الشمام أن الاعلان عن الحكومة الجديدة المنتظرة لن يكون اليوم، كما أعلن سابقا، مؤكدا أن تشكيلها لا يزال قيد النقاش والتباحث بين أعضاء المجلس الانتقالي، وذكر أنه لا يعتقد أن لحادثة اعتقال سيف الاسلام علاقة بتأخير الاعلان عنها، بعد أن كان مرتقبا الاحد الفارط. * * * سفير ليبيا بواشنطن علي الاوجلي للشروق * القانون الليبي يمنع تسليم أي شخص لأي جهة دولية ومحاكمة سيف الاسلام مهمة جدا * * قال السيد علي الأوجلي سفير المجلس الانتقالي الليبي بالولاياتالمتحدةالامريكية إن رغبة الشعب الليبي لا تزال قائمة في محاكمة سيف الاسلام القذافي أمام قضاء بلادهم، معلّلا أن نظام القذافي الذي أفسد المنظومة القضائية لم يعد موجودا. * * وأضاف الاوجلي في اتصال مع "الشروق" أن زيارة مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "لا يمكن أن تتسبب في تنازل عن سيادتها، فضلا عن أن القوانين الليبية تمنع تسليم أي مواطن ليبي لأي جهة كانت"، واستثنى ممثل الدبلوماسية الليبية "الا إذا طلب الليبيون مساعدة من المجتمع الدولي فهذا خيارهم". * * وبشأن تأخر الاعلان عن اعتقال سيف الاسلام القذافي بعد أربعة أيام من المطاردة، قال الاوجلي "لا أعتقد أن أحدا يستطيع إخفاء نبأ اعتقال شخصية بحجم سيف الاسلام، فهو رجل أجرم بحق الشعب الليبي وكان الثوّار يتقزّزون من كلامه وخرجاته التي يزدري فيها الليبيون"، ونفى المتحدث أن يكون قطع أصابع سيف السلام بفعل الثوار، مضيفا "لقد صرّح بنفسه وأجاب بشكل واضح أنه أصيب في غارة جوية". * وعن الحقائق التي يمكن أن تكشف عنها محاكمة نجل القذافي، قال الاوجلي "لقد لعب سيف الاسلام دورا كبيرا في الدولة الليبية، وما جرى فيها من فساد مالي، وكان له دور رئيسي تعاطى فيه مع بعض القضايا الدولية، كقضية السلاح النووي، وقضية لوكربي، لذا من المهم جدا أن تستمع العدالة إلى شهادته". * * ويضيف محدثنا "سيف الاسلام لم يكن يحتل منصبا معينا في الحكم الليبي، إلا أنه كان يطلق العنان لتصريحات تتعلق بالاستراتيجيات الليبية ومستقبل ليبيا وأوضاع التنمية فيها، ولا أحد كان يتساءل بأي صفة يتحدّث، فقد كان رجل جولة وصاحب قرار وهو من وضع الترتيبات لوجود مرتزقة لقتل الليبيين، وكان قريبا جدا من والده ومن دائرة صناع القرار السياسي، لذا فمحاكمته داخل ليبيا مهمة جدا". * ويرى الأوجلي أن السلطات الليبية تحتاج إلى بعض الوقت قبل محاكمة نجل القذافي، لأنها تتطلّب ترتيبات معينة ودراسة القضايا المطلوب الافصاح عنها، مؤكدا أن القضاء الليبي يحظى بالنزاهة التي تمكن من محاكمة الرجل محاكمة عادلة "لأن نظام القذافي الذي أفسد القضاء لم يعد موجودا الآن، وهناك من لهم الخبرة لمحاكمة سيف الاسلام محاكمة نزيهة". *