سيف الإسلام يواجه عقوبة الإعدام يواجه سيف الإسلام القذافي الذي اعتقل أول أمس جنوب ليبيا، إمكانية التعرّض للإعدام إذا ما تمت محاكمته داخل ليبيا على اعتبار أن القانون الليبي يجيز الحكم بهذه العقوبة في بعض الجرائم الخطيرة، وهو ما أكده وزير العدل في الحكومة الليبية الانتقالية محمد العلاقي بالقول أن محاكمة سيف الإسلام ستكون داخل ليبيا بتهم خطيرة عقوبتها الإعدام، كما صرح مسؤول ملف الإعلام بالمجلس الانتقالي محمود شمام أول أمس أن سيف الإسلام لن ينقل إلى المحكمة الجنائية في لاهاي وأنه سيحاكم في ليبيا. ويواجه نجل القذافي تهما تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فضلا عن دوره المزعوم في قتل المتمردين على حكم والده منذ فيفري الماضي، وفي جلب المرتزقة لقمع المناوئين لحكم أبيه، كما أن كثيرا من الأطراف داخل ليبيا تنادي بمحاكمته عن جرائم مزعومة سابقة، و تتهم المحكمة الجنائية الدولية من جهتها سيف الإسلام بأنه ساعد والده على وضع وتنفيذ خطة "لقمع" التمرد في ليبيا "بكل الوسائل"، وتشتبه المحكمة بأنه "شارك بشكل غير مباشر" مثل والده، في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تتضمن قتل واضطهاد مئات المدنيين على أيدي قوات الأمن الليبية من 15 إلى 18 فيفري الماضي على الأقل وخصوصا في طرابلس وبنغازي ومصراتة، كما توجه لسيف الإسلام تهمة التهديد العلني وإخافة المتظاهرين وتعبئة أنصار معمر القذافي، وأكد العلاقي أن سيف الإسلام "حرّض" على القتل وأساء استخدام المال العام وهدد وحرض وشارك في تجنيد وجلب مرتزقة، مضيفا أن تلك الجرائم ليست سوى عينة من الجرائم التي سيوجهها له النائب العام، وذلك في وقت طالبت الجنائية الدولية السلطات الليبية الحالية بتسليك سيف الإسلام ليواجه التهم الموجهة له من محكمة لاهاي. وفي سياق متصل، ذكر أحد المقاتلين الليبيين الذي شارك في عملية القبض على سيف الإسلام في الصحراء الليبية، أن زملاءه قطعوا 3 أصابع من اليد اليمنى لسيف الإسلام، رداً كما قال على تهديده لهم في وقت سابق مشيراً بإصبعه، وأضاف ذات المتحدث من خلال برنامج تلفزيوني تم بثه على القنوات الليبية أنه سمع أحد المقاتلين واسمه عبد الله من الزنتان، قوله أنه شهد شخصيا "قطع أصابع سيف الإسلام". غير أن سيف الإسلام، كان قد صرح لوكالة "رويترز" أثناء نقله على متن طائرة إلى الزنتان أول أمس السبت أنه في صحة جيّدة، وأرجع حينها أسباب إصابته بجروح في يده اليمنى لغارة جوية لحلف شمال الأطلسي استهدفته قبل شهر، غير أن خبراء استبعدوا أن تكون أصابع سيف الإسلام قد أصيبت إثر غارة جوية للناتو، لأنها كانت ستأتي حسبهم أيضاً على أجزاء من جسمه، الأمر الذي لم يحدث. ويرى مراقبون أن الدور الذي حاول سيف الإسلام لعبه خلال السنوات القليلة الماضية في ليبيا، من خلال حمله راية الإصلاح الداخلي وإتاحة المزيد من الحريات لفعاليات المعارضة، لن يشفع له كما يبدو خلال المرحلة المقبلة والمصير المحتمل الذي ينتظره، كما لن يشفع له أيضا الدور الذي لعبه خارج بلاده، حيث اكتسب مصداقية شخصية على أعلى مستويات المجتمع الدولي خاصة في لندن حيث ساعد في تحسين سمعة ليبيا من خلال المؤسسة الخيرية التي كان يرأسها. وكان قد تم اعتقال سيف الإسلام ونجل عبد الله السنوسي أول أمس السبت في منطقة أوباري جنوب ليبيا بعد مراقبته منذ أيام بالمنطقة، حيث عثر عليه مختبئا في بيت مهجور رفقة مجموعة من أعوانه، شهرا فقط بعد مقتل العقيد معمر القذافي.