استضافت السفارة الأمريكية أمس، بمقرها بالجزائر العاصمة ندوة جمعت عددا من الصحفيين الجزائريين بوفد من نخبة الأمريكيين من أصول عربية إسلامية، في نقاش مفتوح حول حوار الأديان والعلاقات العربية الأمريكية. الوفد جاء في إطار جولة قادته إلى دول عربية أخرى بمبادرة ورعاية من الحكومة الأمريكية وحرص على طرح أفكار ورسائل قال إنها "مستقلة" عن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية "ولا تهدف الى الدعاية" لأي طرف حكومي، بقدر ما تريد ان تظهر فكرة عن مجتمع أمريكي "متعدد ومتسامح وبيئة حريصة على ضمان الحريات الفردية والجماعية لكل الأقليات الإثنية والدينية"، وشكل الوفد كل من الدكتور رشيد عبدو وهو طبيب جراح من أصول يمنية، ووفاء حب الله محامية من أصول لبنانية، إضافة الى رضوان مصمودي مؤسس ورئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية (مداد). وتناول كل واحد منهم تجربته في الدراسة والإقامة والنجاح المهني في أمريكا. وتبع ذلك تدخلات الصحفيين في نقاش متبادل، وأجمعوا على أنه ليس من السهل هضم رسائل الضيوف الأمريكيين وتجاهل نتائج سياسات الإدارة الأمريكية على العرب، آخرها حرب الإبادة الجديدة ضد أطفال غزة بمباركة من إدارة بوش. وتساءل الزميل عز الدين ديدان من جريدة اليوم ما إذا كان نفس الأشخاص (الدكتور عبدو والمحامية حب الله) سيحظون بنفس فرص النجاح المهني والاجتماعي لو دخلوا أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وواجهوا مثل بقية العرب والمسلمين تبعات قانون مكافحة الإرهاب "التمييزي"، واستشهد الزميل محمد سلطاني من يومية البلاد بمقولة رئيس الوزارء الاسباني في أعقاب تفجيرات مدريد أن الحرب على الإرهاب تبدأ من دمقرطة حقيقية للأنظمة التي تقودها. يشار إلى أن الوفد ألقى قبل الندوة مداخلات تحمل رسائل مماثلة في كلية الشريعة والعلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.