سجلت قيادة الدرك الوطني خلال ال 11 شهرا الأخيرة 112 حالة انتحار على المستوى الوطني أي ما يعادل 10 حالات انتحار لكل شهر، ويوجد من بين هؤلاء 83 منتحرا من فئة الذكور و 37 من فئة الإناث. وحسب الأرقام التي كشفت عنها قيادة الدرك فإن أعلى نسبة انتحار تم تسجيلها في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 سنة. حيث أحصت مصالح الدرك الوطني 72 حالة انتحار في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 سنة، كما تبين أن 11 حالة انتحار كان ضحاياها أطفال قصر تقل أعمارهم عن 18 سنة مما يعني أن هذه الظاهرة بدأت تنتقل إلى الأطفال، إذ أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة هم إما تلاميذ في الثانوي أو الإكمالي أو الإبتدائي أو متسربين مدرسيا. خاصة إذا علمنا أن إحصائيات الدرك الوطني تشير إلى انتحار ثلاث تلاميذ خلال الأشهر الماضية، في حين أن 29 منتحرا تزيد أعمارهم عن 45 سنة. وكشفت تحريات الدرك الوطني حول مختلف حالات الانتحار المسجلة منذ جانفي الفارط إلى يومنا هذا بأن 88 منتحرا كلهم بطالون، قرروا وضع حد لحياتهم لإنهاء معاناتهم وهو ما يبرر ارتفاع عدد المنتحرين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 سنة، إذ أن الشباب في هذه المرحلة بالذات يحتاجون إلى الاستقرار في منصب عمل أو الحصول على مصدر للاسترزاق، وهو ما يبرر ارتفاع محاولات الانتحار وسط هذه الفئة حيث سجلت قيادة الدرك الوطني 82 محاولة انتحار في صفوف هذه الفئة بالذات، كما تم تسجيل انتحار ثلاث تلاميذ من مجموع عدد حالات الانتحار المسجلة على المستوى الوطني و 6 موظفين و 8 يمارسون نشاطات حرة و أستاذ واحد و خمسة فلاحين، أما باقي المنتحرين فيوجد من بينهم 22 مختلا عقليا و 13 منتحرا بعد أن أصيب بانهيار عصبي و 16 بسبب مشاكل عائلية و 61 بسبب مشاكل متفرقة. كما سجلت قيادة الدرك الوطني 104 محاولة انتحار من بينها 37 محاولة في صفوف الذكور و 67 في صفوف الذكور، وتبين بعد التحقيقات أن 87 شخص من أصل 104 الذين حاولوا الانتحار هم بطالون، في حين أن أشخاصا يمارسون نشاطان مهنية حرة و 7 موظفون، و 4 يمارسون الفلاحة و 2 مختلين عقليا ، و 11 أصيبوا بانهيار عصبي، و 43 شخص حاولوا الانتحار نتيجة مشاكل عائلية و 48 آخرون نتيجة أسباب متفرقة. وبلغت أعلى نسبة انتحار حسب تقرير قيادة الدرك الوطني 6 محاولات سجلت في الجزائر العاصمة، كما سجلت 6 محاولات انتحار أخرى في معسكر و ثلاث حالات انتحار و 7 محاولات في البويرة ، و 13 حالة انتحار في البويرة معظمها في صفوف الذكور الذين بلغ عددهم 8 منتحرين مقابل 5 إناث انتحرن، وتبقى تيزي وزو على رأس القائمة ب 10 حالات انتحار زائد محاولتين ككل سنة. هذه الأرقام ليست سابقة في تاريخ الجزائر، حيث أن الأرقام الرسمية سجلت السنة الماضية 1423 محاولة انتحار على المستوى الوطني منها 575 محاولة انتحار عند الرجال و848 عند النساء السنة الماضية، وهي المعطيات الإحصائية التي جعلت الجزائر تصنف ضمن الدول العربية التي تعتبر فيها نسبة الانتحار متوسطة، ويتضح من خلال الفئات والأعمار والأسباب التي تسردها قيادة الدرك الوطني في تقريريها أن عددا كبيرا من المنتحرين وضعوا حدا لحياتهم لأسباب اجتماعية بحتة، تتعلق بتدهور المحيط العائلي وسوء الأوضاع المعيشية و تدهور القدرة الشرائية وتزايد نسبة العاطلين عن العمل وعدم القدرة على تحمل أعباء مسؤولية الأسرة، إضافة إلى سوء المعاملة، وعلاقات الزواج الفاشلة، وأزمة السكن و المخدرات، والأسباب العاطفية وهو ما يدفع الأشخاص إلى الإنتحار هربا من المشاكل التي أفقدتهم لذة وطعم الحياة ليضعوا حدا لمعاناتهم، بالموازاة مع غياب الوازع الديني الذي يعاني منه الكثيرون. و قد توصلت الدراسة إلى أن 70 بالمائة من عمليات الانتحار تتم عن طريق الشنق وهي الطريقة الأكثر تداولا بين المنتحرين الرجال، و30 بالمائة الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن إلى التسمم، سلاح ناري، الأسلحة البيضاء أو القفز من مكان عالي، والغرق، أو استعمال وسائل حادة مثل شفرة الحلاقة أو السكين. جميلة بلقاسم: [email protected]