تشهد العديد من مكاتب البريد المنتشرة عبر تراب بومرداس في المدة الأخيرة أزمة سيولة حادة، وذلك نتيجة النقص الفادح في الأموال، وهو الأمر الذي استنكره الكثير من الزبائن الذين لم يتمكنوا من سحب رواتبهم الشهرية، حيث أن الوضع الحاصل حتم عليهم التنقل إلى المكاتب البريدية المتواجدة بالبلديات المجاورة قصد قضاء حاجياتهم. وقد أرجعت مصادر رسمية بالمديرية ذلك إلى تراجع نسب الأموال التي يزودها بها البنك الوطني الجزائري، والتي لم تتعد أحيانا نسبة 19 بالمائة من المبلغ المطلوب، وهو ما حال دون تسلم المواطنين المتوافدون على مكاتب البريد بولاية بومرداس لأموالهم نتيجة غياب السيولة المالية، الوضع هذا أثار حالة من القلق لدى زبائن شبابيك الدفع التي وجدت نفسها عاجزة عن إجراء عمليات التخليص للصكوك المودعة على مستواها في أجواء يميزها الضغط والاكتظاظ الذي تعكسه الطوابير الطويلة للمواطنين الراغبين في سحب رواتبهم الشهرية، وفي ذات الشأن أكد البعض منهم ترددهم المستمر على مكاتب البريد ولفترة قد تفوق ال10 أيام لكن دون جدوى. يذكر أن هذه الحالة لم تستثن مكتب البريد الرئيسي بمدينة بومرداس بل حتى مركز «بني عمران»،«خميس الخشنة» و«يسر »، فعلى مستوى هذه الأخيرة سجل عجز واضح للمكتب عن تلبية طلبات زبائنه منذ مدة والتي فاقت ال5أيام كاملة، يذكر أن فترة المناسبات هي التي تعرف استفحال هذه الظاهرة، أين تعرف هذه المصالح إقبالا للمواطنين بأعداد كبيرة لأجل سحب أموالهم، وهو ما يتسبب في حدوث ندرة في السيولة، خصوصا في الفترة المسائية. إلى جانب هذا فإن الأوراق النقدية المسلمة أثناء عملية التخليص تقتصر على فئة 200 دج، وهي أوراق نقدية في حالة متقدمة من القدم لكون المبالغ التي تمول بها المكاتب من البنك نفذت ولم يبق منها سوى تلك القديمة، نتيجة كثرة عمليات السحب، وفي سياق متصل أوضحت نفس المصادر تخوفها من أن تمتد الأزمة إلى هيئات مالية أخرى نتيجة تقلص حجم الأموال المودعة لدى البنوك، وذلك بسبب تراجع المواطنين وخاصة المستثمرين والتجار منهم عن إيداع أموالهم في حسابات التوفير، بفعل تراجع عامل الثقة لديهم في الهيئات المالية، وهو ما يفسر حسب ذات المصادر الندرة الحادة في السيولة المالية وتراجع البنك الوطني عن توفير كل الأموال المطلوبة لمكاتب البريد. تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الوكالات البنكية بالولاية قد شهدت مشكل الاكتظاظ نتيجة نقص السيولة المالية غير أنها لم تكن بنفس الحدة التي تعرفها مكاتب البريد، مما يرشح حدوث أزمة حقيقية لمؤسسة البريد التي تبقى مطالبة بتوفير السيولة المالية اللازمة لزبائنها، وإضافة إلى هذا المشكل فإن البعض من المكاتب البريدية تعرف تدنيا واضحا في الخدمات بفعل التعطل المستمر للأجهزة الالكترونية، وهو الأمر الذي أدى خلق استياء الزبائن الذين وجدوا أنفسهم مجبرين إلى التنقل من بلدية إلى أخرى قصد تلبية طلباتهم مثلما هو الشأن بمركز البريد الكائن وسط المدينة والذي يشهد تعطل الجهاز منذ 3 أيام، وتبعا لما تقدم يطالب مواطنو بومرداس من الجهات الوصية التدخل العاجل لأجل إنهاء معاناتهم على مستوى هذه المصالح.