أعلنت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر عن انطلاق دورة تكوينية جديدة عالية المستوى لفائدة إطارات بمصالح الجمارك الجزائرية تشمل بالأساس التأهيل في مجال تسيير وضمان أمن المطارات، وأفادت أن هذه الدورة تأتي استمرارا لالتزامات البلدين بمواصلة التعاون المشترك في الميادين المتعلقة بمحاربة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظّمة. بحسب المعلومات التي قدّمتها مصالح السفارة الأمريكية أمس في بيان تفصيلي تحصلت «الأيام» على نسخة منه، فإن الدورة التكوينية التي استفاد منها 24 إطارا بالجمارك انطلقت قبل عشرة أيام «تعكس الاهتمام المتزايد للبلدين بمجالات التعاون الأمنية»، وهي بالإضافة إلى ذلك حلقة جديدة من تبادل الخبرات والتجارب في كل ما له صلة بمكافحة الإرهاب. وأوضحت سفارة واشنطنبالجزائر بأن هذه الدورة، التي تنتهي اليوم، تتعلق بتسيير أمن المطارات في إطار ما أسمته برنامج المساعدة ضد الإرهاب «أي تي أي»، وبموجب ذلك فإن التكوين النوعي الموجّه لإطارات الجمارك الجزائرية يُشرف عليه خبيران أمريكيان، ويتعلق الأمر بكل من «كوري لوبر» و«بيتي بوتزكو»، حيث يشتمل على إلقاء محاضرات وتبادل المناقشات، إلى جانب القيام بزيارات ميدانية وتدريبات عملية حول أمن المطارات بما يضمن توضيح طرق الامتثال وأفضل الممارسات التي تتماشى مع انشغالات الجزائر في هذا المجال. ومن وجهة نظر الحكومة الأمريكية، استنادا إلى ما جاء في نصّ البيان ذاته، فإن هناك حرصا متجدّدا من طرف البيت الأبيض من أجل مواصلة الشراكة الثنائية في مجال التكوين وذلك من خلال برنامج المساعدة ضد الإرهاب مع أفراد قوات الأمن الجزائرية، وبرّرت ذلك بعدة اعتبارات ذكرت منها أن «الجزائروالولاياتالمتحدة تواجهان تحديات مماثلة، وهما يستفيدان كثيرا من هذه التبادلات في المنهجيات والدروس المستخلصة وأفضل الممارسات في مجال إدارة القضايا الكبرى». وأضاف بيان السفارة الأمريكية بأن برنامج المساعدة ضد الإرهاب يعتبر وسيلة ناجعة لتبادل الخبرات والموارد الهامة مع الجزائر، كما ترى أنه بمثابة «إطار ديناميكي بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية للاستفادة من المساهمة الكبيرة للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب»، زيادة على أهميته في «تبادل الإستراتيجيات الفعالة لتحقيق الأمن التي تم تطويرها وتطبيقها في الولاياتالمتحدة»، ولم تتوان الوثيقة في التأكيد كذلك بأن «الجزائر تعد شريكا رئيسيا ملتزما بمكافحة الإرهاب، فقد كانت الجزائر دوما ولازالت في طليعة الكفاح ضد الجريمة عبر الوطنية..». وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التي يستفيد منها 24 ضابطا جمركيا من مدرسة الجمارك ببن عكنون، تأتي في إطار برنامج المساعدة ضد الإرهاب «أي تي أي»، الذي تم إطلاقه سنة 2000، وقد شارك فيه حتى الآن ما لا يقل عن 322 ضابط في مختلف أسلاك الأمن الجزائرية عبر دورات تكوين نوعية منها ما جرى في الجزائر وحتى في الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة بين عامي 2000 و2005. وفي سياق ذي صلة فقد تركزت الدورة التدريبية الأولى في العام 2000 على حماية الشخصيات، تبعتها دورة حول الوقاية من المتفجرات في 2001، ثم ودورة أخرى للتحسيس ضد أسلحة الدمار الشامل في 2002، وكذا دورة في كيفية التفاوض حول تحرير الرهائن ومعالجة الأزمات في 2004. وفي شهر جويلية الماضي كان خبراء أمريكيون من برنامج المساعدة في مجال مكافحة الإرهاب تابعوا دورة تدريبية دامت أربعة أيام استفاد منها 23 مُفتشا من الجمارك الجزائرية، تدربوا على طرق كشف وثائق السفر المزورة وكذا استغلالها في التحقيقات حول الجرائم، إضافة إلى استعمال أحدث التجهيزات التكنولوجية للكشف عن التزوير، كما سبقت هذه الدورة ورشة تكوينية أولى حول تسيير المراقبة على مستوى الحدود في شهر مارس الفارط.