حذّر الداعية الإسلامي الشيخ «شمس الدين بوروبي» من خطورة الاستمرار في تجاهل ضرورة تواجد جهة تفتي للجزائريين بعيدا عن الخطاب التحريضي، أو المنبثق عن فتاوى أجنبية غريبة غير معروفة المقصد، مؤكدا أن 400 موقع إلكتروني تابع لمسيحيين يستقطب الجزائريين لتوجيههم دينيا. وأكد الشيخ «بوروبي» أن 400 موقع إلكتروني على شبكة الأنترنت يديرها نصارى، يتهافت عليها الجزائريون لطلب الفتوى منها، بعد ما «عجزت المؤسسات الرسمية عن توفير الفتوى للجزائريين»، متهما وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى بالتقصير في تأدية واجبهما باستقطاب الشباب الرامي إلى التعرف على دينه والسؤال عما يشغله في حياته الدينية والدنيوية، وقال إن «فوضى الفتاوى التي أنتجت القتل، سبي النساء واختطافهن، الدمار وحرق المساجد والمقابر سببها غزو الفكر الوهابي عبر الفضائيات». وقال الشيخ «شمس الدين»، في حصة جدل الإذاعية، أن «كل الظروف في الوقت الحالي مواتية لاستمرار ونشر فتاوى التكفير والتقتيل الفردي والجماعي»، واستشهد المتحدث بنسخة من فتوى يحوزها حصل عليها من موقع إلكتروني محسوب على الجماعات الإرهابية تحل تكفير الحاكم والخروج عليه تحت غطاء الجهاد، مرجعا السبب في ذلك إلى «الابتعاد عن المرجعية الدينية للجزائريين المتمثلة في الفكر المالكي واستجابة الجزائريين للفكر الوهابي، وكذا الغزو الثقافي وعمل المخابرات الأجنبية»، إضافة إلى «عدم قدرة الإمام على تقديم فتوى نتيجة لنقص مداركه العلمية والمعيشية». من جهته عبر ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف «محمد ايدير مشنان» عن استيائه ورفض مصطلح «فوضى الفتوى»، مضيفا أن الفتوى متكفل بها في المؤسسات الرسمية ومنها وزارة الشؤون الدينية بلجانها العلمية الولائية وجموع الأئمة، إضافة إلى استحداث بنك للفتوى على موقعها الإلكتروني. وفنّد اتجاه الجزائريين بشكل أساسي إلى الفضائيات لطلب الفتوى، مشيرا إلى أن الأمر يحوي الكثير من التهويل، خاصة بعد استحداث إذاعات جهوية وإذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى بنك فتوى بالوزارة واستدل على كلامه بالعدد الكبير والهائل من المكالمات التي تصل محول الوزارة طلبا للفتوى.